الرئيسية » » شجارٌ بين نسور | صلاح فائق

شجارٌ بين نسور | صلاح فائق

Written By كتاب الشعر on الثلاثاء، 25 نوفمبر 2014 | نوفمبر 25, 2014

شجارٌ بين نسور
*

انادي قارباً بعيداً , يأتي
يصلُ واجدُ فيه مظلّة نسائيةً ممزقة
عليّ حماية هذا القارب وما فيه
من اذى قراصنة ومن بردِ قبل الفجر

لحظاتٌ وتقفُ فوق رأسي سحابةٌ
لتكونَ عوناً لي في فضّ شجارٍ بين نسور
حول سمكةٍ ميتة

*

قضيتُ يومي ابيع مخدراتٍ الى طلبة جامعة
اشتريتها من لاعب كرة سلّة ,
ورغم مالٍ كثيرٍ في جيوبي , مزاجي ينفرني
حين اتذكرُ نشأتي في مأوى لعجزة
ابي كان هناك , كذا امي
تعلمتُ القراءة والكتابة من كهولٍ يلهون في المساء
ويموتُ بعضهم بعدمنتصف الليل

*

ليس صحيحاً ولدتنا امهات
نحن ابناء سفنٍ وحراسٍ سكارى
في كلّ امسيةٍ اقولُ لنفسي تمهلْ ياعزيزي
الراقصون سياتونَ من شقّ في رأسك
احدثهُ احدهم في سردابٍ للتعذيب :
كانت حمامةٌ , تشبهُ التي امامك الآن
تنظرُ اليّ من نافذة , وتبدو مذعورةً
اكثر مني

*

لانجاة لك من اغراء الحاناتِ في المساء
ومن المصادفاتِ هناك انتهاء هذيانك
الذي تثيره دائماً اقفال كبيرة من نحاس .
انني ساخطٌ على جُملي القصيرة وما فيها من حشود نائمة
ومكممة حتى انبلاج الفجر .

لا اعرفُ الكثير عن ترميم السفن والابنية
لكني جيدٌ في تجوالي عبر احدى قصائدي
ترافقني ارملة .
هناك اتأملُ نشاط مخيالي بعيداً عن انظار الآخرين
فياتي هواءٌ من احد الوديان ويدفع تمثالي الجالس
امامي , فيتحطمُ

*

زرتُ اليوم مقبرة دلافين في اعماق هذا المحيط
لأجمع عظامها المبعثرة وادفنها وانا اقرأ قصائد
من اصدقائي حول هذه المناسبة :
كنتُ سحبتُ برميلاً فارغاً لهذا الغرض
فدخلهُ دولفينٌ ورفض ان يخرج .

بعدما انهيتُ مهمتي الكئيبة , صعدتُ
ففوجئتُ باختفاء زورقي .
سبحتُ حتى الميناء ولم يكن فيه احدٌ ايضاً

*

البرابرة لم يغادروا بعد
تتارٌ يسكرون في الضواحي 
ويغتصبون نساءنا البائسات 
شعبي غائبٌ عن الانظار , ربما يعدّ قرون غزلانٍ
وأيائل في مخابىء وسراديب , او يسترخي في 
مستنقعات الجنوب ـ نسائمُ تذهبُ وتأتي , ملوثة
بهواء مقابر بلا نهاية في ارياف
وفي مدنٍ حشودٌ تلطمُ وتبكي 
وراء خونةٍ ونهابين



التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads