الرئيسية » » كيف تصطادُ بحرًا بالكيبوردِ؟ | سالم الشبانه

كيف تصطادُ بحرًا بالكيبوردِ؟ | سالم الشبانه

Written By هشام الصباحي on الأحد، 24 أغسطس 2014 | أغسطس 24, 2014

أجلستُ البحرَ علي الطّاولةِ،
جرحَ يدَهُ بسكينِ الغبارِ؛ فسالَ دمٌ أزرقُ بدايةَ خريفٍ، بكيتُ وحملتُ جرارًا من الوقتِ؛ لأصفَّها علي ذراعِهِ.
أنا البدَويُّ القاحلُ،
الذي أجلسَ البحرَ علي الطّاولةِ وأطعمَه أوراقًا من "زوربا"، وهدايا الغجرِ العابرين سريعًا في شاحنات (اللاندكروزر).
قرنُ القُربانِ مرفوعٌ كفزّاعةٍ،
سحبتُ البابَ بهدوءٍ؛ كي لا أزعجَ البحرَ الغافي علي الطّاولةِ. أواسي الصّحراءَ المطمورةَ تحتَ الكبريتِ والصراخِ، بخرافةٍ عن بحرٍ غافٍ فوق الطّاولةِ، والكتبِ الزّرقاءِ.
كان صيفٌ بحريٌّ يهجَعُ ككلبٍ في الشّرفة.
2
تضعُ النّدين وجهًا لوجهٍ.
تعطي الصّحراءَ زجاجةَ بيرةٍ باردةٍ، والبحرَ تفاحةً خضراءَ؛ ثمّ تغفو علي حافّةِ الشّرفةِ ذئبًا يحلمُ بكرسيٍّ طائرٍ، وجبالٍ تلعبُ بالرّيحِ.
تتذكرُ أن ندّين يغفوان تحتَ قدمِكَ، وبقايا تفاحةٍ وزجاجةٍ فارغةٍ.
أين رأيتُ هذا من قبلُ؟!
لماذا ينوحُ الكلبُ الذي ينامُ النهارِ في (روفِ) البنايةِ، رغمَ نسيانِهِ تاريخَ الشّوارعِ؟! ربّما حاصرتْه أحلامُ الرصاصِ وطائراتُ (الأباتشي) في خرافةِ الليلِ الأبيضِ..
سأخرجُ البحرّ من كُمّي القصيرِ،
والصحراءَ من رئتِي؛ فقد طالَ الليلُ وأنا لا أحملُ سكينًا؛ لأفضَّ به قلبَ الصّمتِ المعلقِ في سقفِ العالمِ.
كيف أضعُ النّدين في زجاجةٍ؟!
لأستريحَ من لوحةِ (الكيبوردِ) والدّخانِ العالقِ بعينيَّ.  


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads