الرئيسية » » في وصف كرديّ يشبهني | عبد الله عيسى

في وصف كرديّ يشبهني | عبد الله عيسى

Written By Unknown on الأحد، 24 أغسطس 2014 | أغسطس 24, 2014

في وصف كرديّ يشبهني 
إلى طه خليل

لا تستطيع إذا أردت َ ، وحين تقدرُ لا تريدُ 
كأن أمسكَ لا يضلّ سواك َ إذ يأتي إلى غده ، 
ويومك َ لا يجيئك طائعاً إلا لتحرس ظل ّدوريّ
تمهّل في حديقة جارك العربيّ سهماً طائشاً ، 
وتصادق الذئب الذي ربّاه بين شياهك العمياء .


تقدر أن ترى ما لا يُرى إن شئت َ : 
النرد َ المخادع تحت كُم ّ عباءة التركي ّ، 
والأبد المعدّ على مقاسك َ بالفكاهة ذاتها
لتصير أجمل من محاريث البداوى في مرايا الفرس ،

لكن ّ عينيك َ اللتين ابيضّتا مكمودتين عليك َ
تنتظران ظلك َ ساجداً يشقى لأسراب السنونو تذرع الوادي بأعضاء مبللة ٍ 
ولم تتأملاك وأنت وحدكَ ، دون باقي سيرة الموتى ، تعدّ جنازتين لقاتلَيك َ .
كأن ذلك يشبه أن يعثر المعنى القديم على صدى صراخك َ : 
أي ُّ موت ٍ يُرتجى بي يا إلهي بعد هذا الموت ِ ؟ 
أي ّ خطيئة تكفي لأغفر َ كلّ هذي المعرفة ْ ؟ . 

لا أرض لي . مذ جيء بي ، في أرضي . 
أنا الكردي ّ .
حيث سينتهي الأمر انتظرت ُ .
ولم أناد َ بما أحب ّ فلم أعد ْ .
وإذا وعدتُ أجيئ ُ
بالمنفى أعلّقه ُ على جدران بيتي كي أغيظ َ تأمّل الغرباء فوق أسرّة الأموات ِ ألقاب السلالة ِ
في حقول القمح والحجل الذي ذبل اسمُه في الريح بعدي .
بالزراعة بين غابات ٍ من الإسمنت ِ أكلأ زهرة التينِ الأخيرة من مخيّلة ِ الجنود القادمين بِهِمّة الخوذِ الغليظة ِ .
بالحقيقة ِ كلّها .

نحن الوحيدون الذين نريد ُ ذلك َ :
أن نربّي في حُجور ِ نسائنا التوت َ العتيق َ وشتلة َ النعناع ِ ،
نبكي مثلما لم يبك ِ ثور ٌ يومه المعصوب َ بالظلمات ِ .
ما دارت بنا الأرض الصغيرة ُ دوننا ،
لكنها ذهبت ْ إليهم خلفنا كي تقتفي أثراً لعودتنا بثرثرة البطولة ذاتها .
عدنا لنذكر :
لا نصدّق في نوايا الآخرين سوى الظلال تبلّلت ْ بدم ِ الكراكي الراعفة ْ 


يتفقّد الكرديّ في المرآة صورته ، كما يتفقد العصفور بين أصابع الصيّاد رجفته 
، تقول لزوج سائحة ٍ أرتْك َ نشور َ تُفاحاتها الأولى ،
ويبكي عنك َ أعزل َ حين يذرع ظلّك َ المكلوم طرّاق الليالي بالبساطير الكبيرة ذاتها . 
يروي ليذكر :
لا أزال أغط ّ في ماء القطا ،
وتفيق ُ غامقة ً كهوف طرائد ِ الأحياء تحت وسادتي . 
لاأشتهي إلا بما يوحي بأني أستحق سوى الذي سوّت ْ يداك َ بما أقص ّ من الرؤى . 
كم من دم ٍ لأظل ّ أحلم ، مثل سنبلة ، بكردستان ، كاملة ً بغير دم ٍ ، 
وأقسم َ كسرة َ البطّيخ ، خلف ظهيرتي ، بيني وبين حماري َ الأعمى . 
أقول له : أحبك َيا حماري مثل أبنائي الثلاثة َ .
كلُّهم عبروا إلى المنفى ورابعهم أخي 
بملابس ٍ ذبلت ْ على أجسادهم بروائح الماضي .
تضيء قلوبهم ببذرة العنب الأخيرة كلّما ناديتهم ْ ،
لكنهم لم يرجعوا 
فيما أرى أحلامهم متروكة ً حتى تذكّر في التلال بهم 
هناك َ يصدّقون القلب أيضاً مثلنا 
يتقاسمون مع الرواة هواءنا ،
وتشفُّعَ الذرة الصغيرة ِ من خيول القادمين بنا ،
وتبسّم َ الدفلى لحكمة أن نجرّب أننا قد نعبر النهر الذي يجري ثقيلاً بالطحالب مرّتين، 
وفتنة َ أن أحب ّ فمي إذا احتاجته معجبة بِبُزغ شِفان َ . 
غن ّ شفان ُ واعزف ْ بالدم العالي على الطنبور
كي يثقوا بأزهار المنازل في الحرائق 
بالمنازل ذاتها بين الجهات الراجفة ْ .


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads