الرئيسية » » مَرثيّةُ طِفل | محمد إسماعيل

مَرثيّةُ طِفل | محمد إسماعيل

Written By هشام الصباحي on الأحد، 24 أغسطس 2014 | أغسطس 24, 2014

مَرثيّةُ طِفل

ألقى به المجهولُ
مجهولا
على هذي البسيطة
لم يَسَلْ ما اعْتادتِ الأطفالُ
كيف أتيتُ للدنيا ..؟!
وكيفَ ..؟!
وكيف كيفْ !؟

لم ينتبهْ هو أنّه حيٌّ ليسألَ
مثلما لم ينتبهْ أحدٌ له
إلا رصيفْ
إلا رصيفٌ كم تصدّعَ مِن خطاه
وكم توجّع من بكاهُ في المساءْ

ولدٌ يعانده الزمان
فتركضُ الأيامُ
يركض خلفها متجرّدا
مِن كلّ أحلامِ الطفولةِ
لم يجد أُمّا
تغنّي في المساء لكي ينامَ
ولم يجد ما يحتمي فيه
إذا ما هاجمتْهُ
جنودُ كابوسٍ مخيفْ

أمّا الأبوّة
ليس يعرفُ مِن معانيها
سوى عرقٍ يلطّخ وجهه
في كلّ يومٍ يمتطي فيه الشوارعَ
مُشهرا كلتا يديه
مناديا ومحاولا إسكاتَ جوعٍ
" يا رغيف ..
يا أيها المعبود في زمن التخاذل
..يا رغيف "

ولدٌ تعلّمه مشيئةُ عقلهِ
ألا يشاءْ !

فدنوتُ في حذرٍ لأسأله
عن الغدِ ، عن طموحٍ
قد يراوده
إذا أرخى لعينيه العنان بليلةٍ ما

قال لي : لا أفقَ للأحلامِ في ليلي
فليلي مُثقلٌ بالإنتظارْ
ليلي مصبٌّ لانْكسارات النهارْ
ليلي هو الجسرُ الذي
يمتدّ بين شقائيَ الماضي وبين شقائيَ الآتي

وحلّق في السماءِ بناظريه
ثمّ قال ولم أفسّرْ ما سمعتُ بوقتها

ومضى يجرُّ وراءَه الأمسَ الكئيبَ
ويدفعُ الآتي بصبر الأنبياءْ

لم يلتفتْ
فوقفتُ وحدي ما وقفتُ...
وذرفتُ من فرط الفجيعةِ
ما تيسّرَ من دموعٍ... وانْصرفْتُ !


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads