الرئيسية » » تعاليم | عبد الله عيسى

تعاليم | عبد الله عيسى

Written By Unknown on الأحد، 24 أغسطس 2014 | أغسطس 24, 2014

تعاليم  : 
١-
لا تحملي يا ابنتي ماء ً من البئر للغريب ِ
في الجرّة التي قرأنا المعوذّات كي نطرد َ الأشباح ٓ منها ، 
فللغريب ِرائحة ٌ لا تشبه عرق ٓ الثيران ِ في حقلنا ،
عمياء ٓ تقطع ُ نكهة ٓ الصنوبر في أنفاسنا . 
و بشق ّ الأنفس انتظري حتى أعود بمحراثي وكفيّ كالقٓطر ِ في ريش القطا . 
رحلت قوافل ُ البدو ِ دوني تاركين على الكثبان ِوحشتهم
وخوفهم من قدومي خلفهم منهكاً من رقصة الغجر ِ الذين رقّوا لمزماري القديم 
فأهدوني حصاناً مروّضاً وقيثارة ً. 
ولا تظنّي بي الظنون . 
قد أخرّتني الحرب ُ عامين قبل أن أتوه مع الذئاب ِ في هذه الصحراء
أعزل مثل البرد ِ في غرف الموتى . 
وقولي لهم : عانقتُ تلك الأفاعي كي أفوز َ برحمة ِالثعابين ِ 
أني لم أمت ْ بعد ُمثلما رأوني مضغةً تشقى كما العشب في جوف زواحف ٓ شتّى 

٢-
وصلّي  ، با ابنتي ، لي بعد أن تتفقدي عيني ّفي صوري التي ذبلت ْ على الجدران ِ 
هل ما زالتا تتأملان ، بحِنكة ِ النحلات ِ  ، رائحة ٓ الورودِ على سياج  البيت  ؟! ، 
وانتبهي قليلاً  للظلال ِ الشاحباتِ على يديْ
وأنا أودّع جارنا الأعمى الذي حث ٌ الخطا بخرافه نحوي ليوصيني بها 
لكأنها عمياء َ كانت مثله تترصّد الشِيح الذي ينمو على رأس التلال ِ . 
ولا تقصّي سيرتي الأولى على الغرباء ِ
قد يمحون آثار ٓ سٓيري بالوصايا والحنين على المياه ِ ، 
ولا تعدّي ما تبقى من بيوت ٍ لم تدمرّها الحرب تلك ٓ
 على أصابعي ٓ التي نفذت كخطّ الحب ّ في كفي ّ في منفاي ٓ
خشية ٓ أن يعودوا بالمِدى كي يبتروها . 
لا تدل ّ سوى عليهم : صالبو جسدي على سور ٍ المدينة ِ. 
واقتفي ، إذ تؤمني بقيامتي ، في درب آلامي ظلالي . 
تلك معجزتي . 
وصلّي يا ابنتي إذ تنعسي حتى تقومي في غديْ 
٣-
واقرئي ، يا ابنتي ، كلما ضاقت ِ الأرض بعدي عليك  وصاياي َبيضاء من غير ِسوءٍ 
على الراهبات اللواتي انحدرن إلى النهر  ِ كي يتفقّدن ٓ ظل ّالمسيح ِ، 
وقولي لهن ٌ إذا ما نما في صمتهنّ  الحصى :
 ذاك وجهي الذي لا يزال ملاذاً لنرجسة ِ امرأة ٍ آمنت ْ ، إذ رأت ْ بين كفي ّمعجزتي ْ،  بي 
رآه المحبّون ، والتابعون ٓ ،  ومقتنصو سِيٓرٍ الذاهبين إلى حتفهم ، والعصاة ُ
على جبل ٍ في الطريق ِ إلى القدس ِ يرمي السلام ٓ على أحدٍ
في مرايا الجنود ٍ الذين رأوني على جنبات ِ الصليب ِأحث ّ الخطا نحو باب القيامة ِ 
مستبشراً بدمائي على معصمي ّ وشوك ِجبيني .
واقرئي ، يا ابنتي ، من كتابي 
على القانطات ِ اللواتي أجٓزْن ٓ لغفرانهن ّ العبور إلى زفرات ِ رجال ٍ كثيرين
حطّوا الأيادي على صنم لا يموت سوى معهم 
ضجرين من الشهقات ِ التي ذبلت ْ في الفراغ المؤدي إلى ساحة ِالرجم ِ ، 
ثم ّ جحدْن َ بعِبراتهن ّ ، كعيني ضرير رمتْهُ عصاه ُ بشيخوخة  الأبد ِالمتجوّل ِبين الأزقّة ِ، 
حين أعاد ٓالشهود ، كمن ضيّع الماء بين جِرار ِ القرى وأصابع ِ قتلى الحروب ِ ، فساتينهن ّ 
معطّرة في المساء إلى وارثيهن ّ 
وقولي لهن ّ إذا رجموهن ّ ، بعدي ، بِسَقْطِ  ٍخطاياهم ُ الآيلات ِ إلى جمرة ِاليأس ِ ، 
أو قذفوهن ٌ ، مثلي ،بِكيد ِ الكلام ِالمجعّدِ مثل َ روائح ِ أنفاسهم :
لم أكن ْ بينهم 
بينما كنت ُ أعلو ، كما أشتهي ، كلما أولموا جسدي للحصى درجات ٍ عليهم بِخٓبْطِ أنيني 


***

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads