الرئيسية » » عبدالرحمن سعد* كما الحُلمُ تأتين

عبدالرحمن سعد* كما الحُلمُ تأتين

Written By هشام الصباحي on الاثنين، 6 مايو 2013 | مايو 06, 2013



دَعْني أُلملم
ماتَبقَّى مِنْ حَنينٍ
عند الساعةِ الخامسةِ والعشرينَ
فالفجرُ تأخرَ جداً
والظلامُ لا يأبه بنورِ قلبي
والمسافاتُ تعبتْ
مِنْ إنْتِظَارِ الصَّحو
مِنْ غَيبِ المصادفةْ.
********
ها قد أوقدوا
لكِ
الشموعَ لترقصينَ
ليقطفوا ثمارَكِ وحدُهم
على أبوابِ المساجدِ
يذكرونَ القومَ
كيفَ كان الأوائلُ
منْ صلاح
وأنا ألملمُ ما تبقى
مِنْ نجَاستِهمْ
لألقيها على أبوابِهمْ
لتخرجينَ طاهرةً
حافيةً في مسارِ الغدِ
حالمةً بقمرِ لجينٍ
لا يعكره حزنُكِ الأبدي.
*********
ها قد أعدوا المشانقَ
لكلِّ فكرةٍ
لكلَّ قصيدةٍ
لكلِّ حكايةٍ من رحابِ الرُّوح.
*******
يُدنِّسونَ الغيبَ
بسقطِ الحديثِ
يفتحونَ للدَّمّ أبوابَ الفجيعة
ثم
يغلقونَ للحُلمَ ألفَ باب.
********
اشربْني ريحاً و تمطى
اغسلْني برداً و تهاوَى
افجعْني فرحاً وتسامي
انظرْني دهراً وتباكى
يا نجمي الغريب.
********
نعيبُ البومِ
يصدحُ في آذاني و المآذنِ
أجراسُ الكنائسِ بكماءُ
تلعقُ جرحَها البحارُ البعيدةُ
وأنتِ كما الحُلْمِ تأتين
من تخومِ الألمِ
تجلسينَ على ما تبقى
من رفاتِ اليأسِ
تنثرينَ عطرَكِ أزهاراً
على صحارى القلبِ
تنبتينَ للمسافاتِ شموعاً
في غيابِ الحضور.


• شاعر وقاص سوداني



التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads