اللعبة
شعر:
سمير الفيل
للوطن دمي
وع الأرض السلام
الحروب
بتجوب أراضي الكون تطوف
فوق عواميد المعابد
تطمس المعنى وتنشق الحروف
تخدش الكلمة / الحجر من غير زمان
والحكمة مقطوعة الأيادي
في وشها قافلة البيبان
***
طيف المجاعة
خش قاعة
.. مكيفة علشان يموت
كسر التابوت
وخرج ببطن وسيعة
.. ما قدرشي يفوت
***
نام الأفارقة
ع النجيلة اتيبست
نخ الجمل .. طب مات
وكان " ربورتو"
هناك بعيد
يعيّـد على رفاقه ، بطولته
من جديد
طيار ف فيتنام ، طار ، ودار
يصنع غارات
ولما اتعانقت على المعصم
عقارب الساعة
.. ارتعشت إيديه
قام من سكات
ولع سيجارته ب " مارك" ، شفته مش جنون
اتفحمت أبنوسة في الأمازون
و" جون"..
.. خط
النيشان ع البدلة برق
خطف العيون
في
الحفلة خاصر بنت وحكى لها اللي كان
" سربي الجعان
اتغدى يوم
.. بمدينة سكانها من الأقزام " ..
ونام
على كتفها
صحت
المدينة تبني ما بإيده انهدم
وتدق
أجراسها .. سلام
***
للوطن
قلبي
وع الأرض المحبة
كل دبة
نملة ع الأرض حاسبها
نورس البحر نشف. الموج طواه
ارتفع صوت ملاحين البحر
مواويل
صبر فارغة
خوخت منجاية ع الشط . انحنت
هسهست نسمة . بكت
إنما
الشمس ف ميعادها نورت
في الغروب برضه اختفت
شفتها بتغوص حزينة
زي خنجر شق في ضلوع المدينة
***
للوطن
نفسي
وع الأرض
العبيد
شفتهم بعيون جريئة . من جديد
الملامح قاسية ، مزرق الوريد
الحناجر راعدة . رافعة ميت شعار
( الرغيف . الحب . الكلمة . النهار )
شفت كلمتهم بتترّجم لغات
شفتها شابة وشجاعة
شفت
كلمتهم في قلب القاعة
.. رجاها .. ما بين النافورت
بعيد ع الفاترينات
شفتها بين الشفايف ميتة
وسط قهوة العواجيز مباعة
***
لما في
الضلمة تدور اللعبة ينساق الرجال
ـ لو
تشوف ـ قطط وليدة مغمضة
" اضرب في صدره قبل هو ما يضربك
وموته ، قبل ما ييجي يموتك
ويفرتكك
ولك حقيقي الفخر والمال والخلود "
تعمى
العيون
زي ما تكون خارجة من الضلمة
.. لضي بدون حدود
تضرب الصفارة . إنذار
بندقيتك طلقة . والمدفع دانات
يبتدي هنا الموات
***
ع
الموائد البعيدة
يحسبوا
اللعبة النهاردة جت بكام
م البشر
. والدولارات!
***
للوطن
روحي
وع الأرض الحياة
طفت في
الدنيا باغني للجباه
فوق بترفعها السواعد ، طالعة نازلة
السواعد اللي ما تاخدشي ، و بازلة
طفت ، شفت كل بلدة مغني زيي
بالكمنجة يغني لزهور الفراولة
كنت وحدي بنص إيد
كنت وحدي بنص عين
كنت اغني بدون شفاه
سرت من غير قلب
.. أبحث
عن مفاتيح المدينة
ع الحقيقة
. . كفي
دق كل باب
فلتكون
القسمة عادلة
تشرب الكلمة الحقيقة ، ترتوي
وامشي وسط الشعرا
صناع الدروب
شمس
بازغة مش غروب!
***
21 / 1 /
1976
أبو وقفة
سيناء
( نتهجى
الزطن في النور، سمير الفيل ، أصوات أدبية 289، الطبعة الأولى ، القاهرة ، أبريل 2000).