شارلي شابلن
------------------
بعدَ كلِّ هذه السنوات
تذكَّرتْ شارلي شابلن
المشاهدُ الصامتةُ لم تكنْ لعبةً
تختصرُ البدايةَ والنهايةَ..
كان عليها أن تؤدي الدَّورَ كاملاً
حين سقطتْ في آخر الشّوط
الشيءُ الوحيدُ الذي كان يتحركُ تحت قدميها
هو الرغبةُ في أن تتحرَّكَ
أن تسْنِدَ أيامَهَا على حائط المجازِ
أو تحت شجرة التَّوريةِ
حَفَظَتْ وصايا العصفورِ
ومراثي العشبٍ
ارتاحتْ قليلاً حين قال الابنُ الأكبرُ:
ستعيشينَ معي
لكن الأختَ الصغرى اعترضتْ:
سأمرُّ عليكِ يوماً في الأسبوع
سيكونُ كلُّ شيءٍ جاهزاً في الثلاجة..
تغيبُ في صمتها
تخايلها القبعةُ والعَصَاةُ
زخَّاتُ المطرِ تلهو في كفيها
تهفو لنطّةِ الحَبْلِ
لمضرب الراكت على الشاطئ
لبقعةِ ضوءٍ تخربشُ عظام َالسّرير .
===
* من ديواني " نساء الشرفات" - 2009
