الرئيسية » » غنوة الطباشير | شعر: سمير الفيل.

غنوة الطباشير | شعر: سمير الفيل.

Written By كتاب الشعر on الثلاثاء، 21 أكتوبر 2014 | أكتوبر 21, 2014





غنوة الطباشير

شعر: سمير الفيل.




في لحظة ما الشمس تنزل
تنقـّـر بضيها على البيوت
في لحظة ما الأيادي الصلبة
تعزق أرض خضرة في ريف " بهوت"
والعصافير الطليقة تمرح
في فضانا الحبيب
ويفوت بياع الحليب
على الأبواب يدق
وقتها فيه ضي بيشق ..
.. الظلام

باسمع دقة الجرس
باحس بالونس
بافتكرك يا معلم مصر
 زي ما افتكر الآدان وأنت جوه الفصل
سوى كنت في البنادر
أو بعيد بعيد
في الصحاري والبراري والنجوع
رافع راية الإصرار
ما يهمك لو حتى يفوت اليوم تجوع
إنما بيطلع نهار
وتوصـّل كلمتك للولاد



اللي هما
.. لازم في بكرة على طول البلاد
يمسحوا الإجهاد
ويبدلوا التقطيبة


يبدروا البسمة على وش بلدنا الحبيبة
بلدنا المداوية الطبيبة
بلدنا الحنونة
اللي بخطوطنا في كراسات الولاد
بنحط اول طوبة
ويعلا البنا عالي

أنا ابن خالي
كان مدرس في ابتدائي
سنه سني
لكن فيه رزانة الشيوخ وهادي
كان يحط إيده على اكتافي
ويبص للفضا يلمح
.. بكرة جاي بلون الإخضرار
كان يحب الضي ، يهوى النهار
يحلف بالكراسة والقلم والكتاب
إن المعلم يكفيه
راحة الضمير ، ومحبة الإله
كان يحلم كتير لكنه عمر ما تاه
ويوم ما راح الميدان ، فاتني وراه
غاب .. غاب ولا رجعش
حسيت بإن الوطن له فقيد
وشمعة كانت في الظلام بتقيد
وإيد .. بتنشر العلم
تبدر حروف المعرفة
تقاوي خير



بافتكر الكلام ..
ساعة ما القلم يكون له صرير


إحنا بداية المشوار ، وأول المصير
صرف الأفعال :
كان ، يكون . صار ، يصير
علموا الأولاد حروف أعظم أبجدية
فتحوا قلوبهم والعيون
ضمة وفتحة وسكون
يا ألم في القلب الرهيف
.. يا فرحنا المكنون
كون ..
.. في الأراضي زرع
وفي المصانع تروس
وفي الوجوه عيون
تبتسم لي الدنيا
.. ساعة ما التلمذة يجروا بالشنط
يسابقوا العفار

هما دول اللي من بكرة
 يكملوا المشوار
يكونوا شعلة نار
 يكونوا وردة على جبين نهر
وضحكة لبلدنا الحبيبة
بلدنا العفية مصر

أبجدية ندية ، طاهرة ، بريئة
لكن جدورها تحكي نضال السنين



عم ( النديم ) اللي كان يجوب مصر يولـّـدها
ياخد بإيدها
يخطي الحفر والصعاب
باشوف في عيونكم تعب الليالي ، ومشقة السنين
حروفكم تضوي
ميم ، صاد ، راء

يا عظمة الحروف ، يا بكارة الأسماء
يتهجوا الولاد ، يكتبوا
على الصعاب بالعلم يتغلبوا
إيدي على إيدكم
وكتفي يلامس كتافكم
آدي بلدنا قدامكم
قوموا ، وصلوها لبر أمان
علموا أولادكم الحروف الأبية
آدي الطريق واضح :
كتاب ، وغصن زتون ، وبندقية

إيدي على إيدكم
بلدكم
عاقدة الآمال عليكم
وانتوا شايلينها في عنيكم
دايسين بالكلام العفي السكوت

كل ده باشوفه
ساعة ما الشمس تنزل
تنقـّـر بضيها على البيوت
في لحظة ما الأيادي الصلبة
 تعزق .. أرض خضرة في ريف بهوت
 والعصافير الطليقة
تمرح في فضانا الحبيب .


* نتهجى الوطن في النور ، سمير الفيل ، أصوات أدبية ، سنة 2000.


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads