الرئيسية » » في بيت بائع البالونات | ميغيل مالدوناذو

في بيت بائع البالونات | ميغيل مالدوناذو

Written By هشام الصباحي on الثلاثاء، 21 أكتوبر 2014 | أكتوبر 21, 2014


· 

Translated Poems of the Mexican poet Miguel Maldonado


في بيت بائع البالونات
ميغيل مالدوناذو
  

الأيّام
الاثنين: عرفتُ أسماء ليوم الخميس مثل "تشيستيرون" وكنيات ليوم الجمعة. لكنني لم أتعرف على المواطن "اثنين" ولا حتَّى باسم مستعار: "خوان أو السيد اثنين، يُزَوِّر الأصناف كي يبتدأ الأسبوع بشكلٍ جيِّد". لن نتعرَّف إلى ذلك الاثنين. إلا إن رغب بأن يكون له ابنٌ وعيُهُ متيقِّظ "للفاتحة القسرية"، لركلة البداية في مدرَّج الأيام، وللدّفع لمواصلة جهله بالأشياء وأسبابها.
غداً سيكون الثلاثاء. يبدو افتراءً الحديث عن ثلاثاء لا نعيشه، عن الريحِ التي ستحرِّكُ الأغصان والشَّعر –هل سيكون هناك رياح؟-. من الأفضل الحديث عن أيام الثلاثاء التي مضت. لكن عن أيّها؟ آخرها؟ كلَّا: بل تلك الفارغة، دون أن تضيّق عليها أيام الاثنين وتشدّها أيام الأربعاء، يومٌ ثامنٌ ليس سبباً في يومٍ سابقٍ ولا ينتهي باليوم التالي؛ يوم ثلاثاءٍ مشتق، لا يلزمه تجهيزاتٌ ليومِ غدٍ.
الأربعاء: منتصف الأسبوع. ما الذي ينتصف الأسبوع؟ ماذا، أسبوعٌ في المنتصف؟ نصفٌ مستحيلٌ، تتبعه دوماً لحظةٌ تالية. لسنا أبداً في منتصف الحبل المحلول المائل على ميزان المساء. لم يكن هناك وقت للتفكير للخلف أو للأمام. لا يوجد لحظة مقسومة من المنتصف –أي نصف يتبقَّى لك؟-. علينا أن نعيش بشكل كامل وإن كنّا لا نمتلك الكمال أو أننا ننتمي للأنصاف التامة.
الخميس: استيقظتُ مع يأس الخميس، في خميسٍ ما كانوا قد منحوني قبلة على جبهتي، والكثيرات رأينني بعذوبة الخميس. فاجأنني على حين غرة ولربما كان ذلك في ذاك الخميس المظلم. قطعت جادّة الشارع والشمس ساطعة، فيما كانت امرأة ترتدي حذاء كعب عالٍ يُظهر اتساق ساقيها في كل خطوة إيقاعية. بالتأكيد، كان عليّ أن أصطدم بالجدار وكان ذلك في يوم خميس أسود.
دائما ما لدينا خطط ليوم الجمعة. نعرف ماذا ينتظرنا مساء أو الخطط المعقودة لمنتصف النهار. نرى بعناية سطورها الفارغة في الأجندة، ما زالت خاوية حتى نطلوها بالمواعيد والمقاهي، حضور الفعاليات والمكالمات، أشياء أكثر وأكثر. اللعنة!. يَحلم يوم الجمعة بيوم عطلة؛ ولسوء الحظ سيقع هذا اليوم في أيام الجُمع. وسيكون لدينا خطط فيه.
إنه يوم السبت، كأي سبت، حسود وإقليمي: لا يعترف بما يأتي من الجمعة ولا بالجزيئات القليلة المنزلقة من يوم الخميس –هذه القبلة وتلك الابتسامة الخميسيَّتين اللتين أرسلتهما لي من بعيد-. لا أدخل هذا السبت، فأنا متّسخ من يوم الثلاثاء، ومطرود من يوم الاثنين، لكنني متأربع بهذا المسير الذي لا يدعني أفكر لثلاثة أيام. وعليكم أن تخبروني أنتم كيف كان هذا السبت العنصري.
اليوم هو الأحد. معظم الشعراء يبغضونه. لا يطيقون القصاصات المهجورة، يعيدونها أوراقاً وغباراً حيث امرأة خلال الأسبوع أظهرت لهم كاحلها. تبدو لهم المتاجر المغلقة يوم الأحد كصيام منافق. كاذبون، تتنكَّرُ آلامهم بجُمل احتفاليَّة: يتألّمون لبعدهم عن شخصٍ ما. مزاجهم يُشبه شارعا في منتصف النّهار كان قد مرَّ منه كرنفالٌ في اليوم السابق.

الأحدب
غالباً ما كان العَرَجُ
يُرافقُ الحدبة
ولم يخطر على بال أحد
ذلك الأحدبُ الجميلُ
سيرافين
يُمكننا رؤية زوجين من الأقزام
لكن ليس من الحُدب
أين هم؟
واليوم إذ تحكم الموضة
تختلف المقدرة
لم أعد أَرى مقاعد
بظهورٍ مميّزة
ولا سُتراتٍ ملقاةً على ظَهرها
لا يجتمع الحُدب
ولا يلعبون السلّة
يستمرّون في الهروب
في عناء الأروقة.

قِدرُ الطِّين
تلك الهشاشة
لقدر الطِّين
ضاعت
بين مقاومات الصَّدأ
وضمانات مدى الحياة
أشتاق
لأذن قِدْر مكسورة 
في المطبخ
لقراءة إنجيل الحياة
المعرّض للبتْر
بطريقة ما
ينبغي المساعدة
لهذا اليوم الذي سيكون على الواحد فينا
أن يمضي منكسراً.

بائع البالونات
الّذين يكبرون
في بيت بائع البالونات
تظهر عليهم رائحة غاز البوتان
يعرفون كم بالوناً
يُطيِّرُ قلماً واحداً
يُمنَعونَ
من اللعب قرب الخزَّانات
ورئاتهم سليمة
لشدة ما نفخوا
لا غرفة للبلالين
فهي منثورة في البيت
والخيط الذي يربطها
يتعلَّق بالآذان
يتشابك بالمقابض
يلوّث الطّعام
لا تتَّسِعُ العربة
للبالونات
بائع البالونات 
يحملها ويمشي
ويحلُم مثلنا
أنها تحمله وتحلّق.

شريط لاصق
تنقصه فعاليّة الصّمغ الأبيض
وتُلقى
من جديد
عين الدّمية
ترتيباته
قصيرةُ الأجل
هي طريقةٌ صادقة
لتذكيرنا
مثل نُدوب
فرانكينشتاين
أنَّ الأشياء أبداً
لن تكون كالسّابق.

تي شيرت
خلال الثّواني وبالتَّناوب
يحين الدور على ملابس الأخ
هم لا يهتمُّون
بثقب القميص
ويعودون
لطبيعتهم العمليَّة
يشترون التلفزيونات
المستعملة
بثمن رخيص
يتصرَّفون بطريقةٍ مختلفة
إن خرجت
المحفظةُ 
من الجيبِ المفتوق.


يعتني بسيَّارات الشَّارع
يعرف أنّ عمله 
ليس مهمّاً
فالصُّحف لا تُعلِنُ
"مطلوب مُنظف سيّارات"
ولا يوجد ترقيات
في مواقف الشَّارع
يذهبُ للبيت
دون أن يُنقِذَ شيئاً
مثل حارس
الغيوم
والمُدافع عن قوس قزح
كما لو أنَّهُ
حارس البِركة العظيم

ميغيل مالدوناذو (Miguel Maldonado): شاعر مكسيكي من مواليد مدينة بويبلا عام 1976. من أعماله الشعرية: "قصائد السِّحر الحالي"، "الجسد الخاص"، "القلعة"، "الوظائف الجيّدة"، "توقيف"، "420 ضربة"، "نقطة (مع صورة بيانيّة لكاتسومي كوماجاتا)"، "ذئاب وأكتافيو باث: تكريم ونقد". حاصل على جائزة جوتيير دي سيتينا الشعرية للشباب.

ترجمة عن الإسبانية: غدير أبو سنينة



التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads