الرئيسية » » حبل الغسيل * شعر : سمير الفيل

حبل الغسيل * شعر : سمير الفيل

Written By كتاب الشعر on الثلاثاء، 21 أكتوبر 2014 | أكتوبر 21, 2014

حبل الغسيل  *
شعر : سمير الفيل
ــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــ
أيه اللي هز حبل الغسيل ..
 عصفور بيندهني
ولا صرخة قتيل؟
مواويل سامعها ، يبعتها النخيل
 قبل ما يسافر
 أنا مطاطي راسي ، ومربّع إيديه
 وجدي باله طويل
لما السحاب بيعدي ، يغزني بحسرة
ويهز في الوش ، منديل ورا منديا
 إياك يا نيل
 تبعت توابيتك بنقش الحنة
إياك تشيع هواك عليل
النجيل
.. إنحتى وع الأرض وطى
 راس القتيل لسه بيتغطى
 مكشوفة م الأطراف والشعر بيهفهف
الشعر فاحم
 زي قلب الأرامل
 البنت لسه طرية الأنامل
واقفة تعيط ، وحامل
البنت ، والشجرة تواري دموعها
البنت ، باتت بجوعها
ورغيف على العتبة هناك
 وجه اليتامى جميل
أيه هز حبل الغسيل؟!
عاد بي ، ورج الحنين جوايا
وأيه بداية الحكاية ؟
فتلة من التيل شايطة ، وزيتي
وتوب مطوي تلت طيات
ف بيتي
قايش وكاب في آخر رف
 أنا عيني مش بترف
عيني بتدمع ، ومطروفة
مسنود على ذكريات قديمة
 وحصان خشب هزني بالصهيل
أخواني لبسوا قديم
لمع إزارز البيت في ساعة أصيل
عودي معدش نحيل
ولا هزاري مع البنات بيجيني
الدم هرب من جوه شراييني
كون بلا طعم أو لون
كون زي قطر بيدهس القاعدين
ومهما تقرا الفاتحة
.. أوتسترجع صورة ( ياسين)         
تلقى الجسد مدعوك
وفي اللسان الشوك
تلقاك غريب
والوطن مش على كيفك
 ومرارة الأيام في طعم رغيفك
هل لأن الصحاب اتفرقوا ؟!
والأعادي ـ ع القهوة قصاد بيتك ـ اتجمعوا ؟!
سدوا بجزمهم كل الطرق والمسالك
( ابن مالك ) .. قرقض ضوافره ، وعداك
شاور بالعباية تعدي له هناك
وانت واقف بحسرتك دايخ
هربوا المشايخ
وانفرطت حبات الكهرمان           
طلع المؤذن على السلالم .. ما بان
نام الخليل على وشه
 وقلبّه التيار
ده مش التتار
ولا الفرسان اللي هزمتهم دقات الحوافر
هو الشجر هاجر
والذكريات
.. قطر بتفر من الشبابيك عواميده
أنا شلت قهري وصرخت
اختفى ، والدم جه  في نفس مواعيده
***
أول شهور السنة بالخوص إجاني
هز راسه وحياني
فرش الكلام ، واتلف في المعنى
الحرف كان قادر يجمّعنا
لكنه أصبح هو اللي قضبان
والجسد مسجون
***
وداع للريح اللي حطنا وشالنا
 وداع لسفرنا وترحالنا
أيه معنى أيام بلا أمجاد
 ولا حتى ظل أنين؟
هل العدد في اللمون ؟
 شابت شعور السنين
القلب اتحجّر ، ما عاد يرجه الحنين
التوب من تحت باطي شاط
وحبيبتي لم تبطّل عياط
***
شريطين على كتف واحدة
 وإيدي مضمومة
 تتكرر الزومة
وغبار المعادي يلف نفس السرية
في الصبح أنوح بشويش
 وبانزف في المغربية
يعلا للغصون الوارفة نحيب
توب مطوي في الكراكيب
صورة قديمة ، وخط  بالكوبيا
زهرة ، وصبرها صاحبها جوه كتاب
ندى الشباب
وكحة العواجيز
مشنة الكعك، والإيد مسنودة ع الأفريز.
هي ارتعاشات الموت ، وانتظار النهاية
( لكل ظالم انتصار..
.. ولكل مظلوم نهاية !!! )
 قاصد ومتعمد ، ومش خايف
أقلب الآية
خمس صوابع ، مصلوبة ع الحيطة
خمس صوابع والجلود بتشف
عروق يجف الدم فيها ، لا تهتم
مكتوب تموت الموتة دي .. بالساهل
مكتوب : تلف ، تروح ، تيجي
ترفع رايتها وتسلم
..  قبل ما تقاتل
وآخر العمر تتباع في سوق النخاسة
إياك بتنسى رقم النحاسة
إياك تنسى تمسي
.. على الصحاب الجداد
إياك تنسى تصبّح
.. على وجه سلطان القطر .. المملوكي الجليل
أيه اللي مرغني في الذكريات
عتم الضي
.. وزرّق القناديل؟
أيه اللي هز حبل الغسيل؟!
29/ 10/ 1988.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*  شعر العامية في دمياط ، مديرية الثقافة بدمياط ، إصدارات الرواد 24 ، يناير 1990).





التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads