أنا الغيمة
أنا الغيمة بأضوائي وظلالي
وأنا الغيمة بأبيضي المعتكر ورماديي الكامد
أنا المشتعلة بلهبي اﻷبيض
أنا المرفرة بأثوابي الخافقة بأجنحتي
يدفعني هبوب الكلام إلى شعري،
وإلى أذرعي وأكتافي..
إلى وجهي وعيوني،
أنا المرتفعة والعالية والسامية والشاهقة
أمسّ ملامحي مسّاً
وأحفّ حفّاً بتقاطيعي
وجدت نفسي على شفيرها فطرت
وألفيت روحي عند ريشها فارتفعت
ووقعت على قلبي عند دمه فشمخت
أنا الغيمة..
لا يردعني الحجر الذي يثقل الناس
ولا يربطني ما يربطهم فيقعدهم،
أنا الغيمة يجمّلني اسمي..
فأضع قلبي في الصفير
وأغرس أصابعي إلى آخرها في اﻻغنية..
الغيمات ينادينني
ويهتفن بي:
لقد تأخرت كثيرا أيتها الغيمة.