الرئيسية » » مضطجعا في صالة المشفى | على جعبور

مضطجعا في صالة المشفى | على جعبور

Written By هشام الصباحي on الأحد، 12 أكتوبر 2014 | أكتوبر 12, 2014

مضطجعا في صالة المشفى أرقب العناكب المنتشرة بالسقف كمليشات بدائية محتفلة.
اختفت خيوطها تحت ضوء اللمبة لتبدو هكذا سابحة في فضاءنا دون مساندة من أحد.
ظهر زعيمها بدينا للغاية يدور حول نفسه مستندا على ثمانية أرجل يبلغ طولها خمسة أضعاف طول جسمه تقريبا.
أزحت نظري عنه قليلا وقد أخذ مفعول البارستامول يسري في جسدي المشتعل،
ثم شعرت بوخزة بعوضة بمعصمي وقبل أن أسحقها كانت قد طارت لأعلى ساخرة من عجزي كعدوة بلا أخلاق،
أحسست بنشوة الإنتصار حين رأيتها تحتضر بين يدي زعيم العناكب الطويلة القذرة، لكن هذا الإحساس تحول إلى نوع من الذعر لحظة تذكرت أن تلك البعوضة اللعينة قد امتلأ بطنها بدمي.
ثم خيل إلي أن ذلك العنكبوت يكبر ويتفاقم حجمه حتى يصير مثل كائن فضائي مهول يهوي بسرعة البرق ليخطفني بأياديه الأخطبوطية الكثيرة ويغرز في جسدي إبرته الحادة اللامعة كسيف محارب الننجا. وصلت رائحتة النتنة إلى أنفي: رائحة احتراق الإطارات. ونبهني من هذا الحلم المخيف دوي المفرقعات القادم من المركز الصحي الذي يتمركز به نفر من جماعة الحوثي: إنها ليلة الغدير التي يحتفلون بها كل عام منذ وصولهم إلى هنا.
خرجت أستطلع الأمر، كانت حمى التناصير تشتعل في كل مكان ورأيت حوثيا متحمسا يدهف أمامه إطار هايلكس، لم يحترق بعد، إلى تنصيرته المتقده ليجبر أنوفنا على تشمم رائحته: رائحة جماعة العناكب المحتفله.

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads