1
يا حريرُ
يا حيوانَ النّظرة البطيئة،
يا شبكةَ الولَهِ.
يا ثمينُ
يا صَفِيَّ مُضاعفاتٍ خاوية،
يا مُتعِبُ.
ياهٍ!
يا متروكَ الغيوم السبع.
2
يا لحْمُ،
- لحمَ اللّسانِ الـمُسِنِّ -
يا بَدَدُ
يا وقتَ الشكوى وبيتَ طحْنِها،
يا حجرُ، يا نومُ، يا لُعابُ:
دُميتي أنتَ،
أعلى قلبي تتكوّرُ،
قلبي الذي يضرب عيني.
يا حلمُ،
يا ملحُ،
يا دموعُ، يا دموعُ!
3
يا صوتُ،
يا زهرة الفم الأولى،
يا بحراً لامرئياً داخل كل عين،
يا وجهَ الوجهِ ونداءَ النداءِ،
يا عنبُ،
يا عَتَبُ،
يا سؤالُ.
4
يا جسدُ
يا عبْدُ، يا ورْدُ
يا محنةُ، يا هاويةُ، يا عرسُ،
يا وجعُ، يا وحدةُ،
يا أعزلَ كلقيط،
ويا جَمْعاً كقبضة ندمٍ،
يا دماءُ، يابرقُ.
5
يا لا شيءُ
حديثاً لكلّ نهارٍ، وكلّ شهقةٍ،
يا من لأجله يبكون دونما سبب،
وأعضّ يديَّ كما
لو كانتا سجني وطعامي.
يا لا شيءُ،
يا بيتي
ساعة قدمي الرزقاء.
6
يا نسيانُ يا أرض التلاقي،
يا بلد الأجداد الحمقى
أنجبوا أحفاداً أكثر حمقاً
من أن يلعنوا أنفسهم،
أو يجوبوا طرقات السرّ البليدة.
يا نسيانُ
يا ورقةَ قلبي الخفيفة
يا غصن الشجرة، يا القلعة،
يا كآبة عامل المقهى الكسيح،
يا شمسَ الكلمة!
7
يا إصبعُ
يا مَن حولَكَ
يصدأ الهواءُ منذ ألفِ عامٍ.
في عتمة تلمسُ ندوباً ممراتِ كنزٍ،
لتصلَ إلى مياه النوم المحترقة.
أعمىً أنا أمام لونِكَ
العجيبِ ذي الحركة الأضأل.
يا دفتري الصغير وحيرتي الكبرى،
يا حرْفُ،
يا مخلَبُ.
8
يا هواءُ،
أنت هنا كما في كل مكان آخر،
تبزغ داخل صدري،
تُضاء أعلى يدي،
وفي قلب الأصوات تقف.
كلماتٌ من قبل،
نالت مقاماتك العنيدة،
لم تبال بشوك العزلة المريب،
ولا هذَتَ كما يهذي ندمٌ نائمٌ.
يا هواءً من عَصْرٍ، أنت هنا،
باقٍ وكامل كتلويحة وفية.
9
أي صباحٍ أنت!
لستَ من ساعاتٍ تجلدُ عظام المرضى،
ولا من ذكرياتٍ تنقّط صفحاتٍ بيضاء.
تنظر عيناكَ في عينيّ
من نافذة حمراء،
من شجرة كالشمس.
تطوي لا يُطوَى
كأنما بيدٍ من هواءٍ
تغلق باباً من هواء.
يا صباحاً أضوأ من فم الحليب
ها قد وصلتَ أخيراً،
مثلما تعود كلمة إلى قلبها الصغير،
إلى قلبها القديم.
10
يا وداعُ.
هو ذا منزلٌ آخر سيخلو بعد أيامٍ،
والشارع الذي رأى تردّدَ البسمات،
سيرى مكانه طيفاً دامعاً.
لكنك أخي ورفيقي،
ثقتي بكَ كفقركَ إليّ.
كلانا وعدٌ،
كلانا نباحٌ!
- See more at: http://www.alaraby.co.uk/culture/7c057a69-3487-4c4a-822f-5e1810a645d2#sthash.D5jbGuLh.dpuf
