الرئيسية » » المَخْدُوعْ | محمد محمود عبد الغني

المَخْدُوعْ | محمد محمود عبد الغني

Written By هشام الصباحي on السبت، 11 أكتوبر 2014 | أكتوبر 11, 2014

المَخْدُوعْ - قصيدة

 

(تظل هذه القصيدة - رغم أنها قديمة - مؤلمة لي في كل مرة أستعيدها)

 

المَخْدُوعْ

 

قصيدة

 

إلى ذلك الصغير..النائم على رصيف المحطة.. 

 

طِفلُ صَغيرْ 

قَدْ جَاءَ فِي زَمَنٍ بَوَارْ 

بينَ الرياحِ ينامُ كالقط الكَسيرْ 

قد خَاطَ مِنْ أَسْمَالهِ 

ثَوْبًا يُمزقهُ الشِّتاءْ 

قَدْ حَاكَ من أحلامهِ 

دِفْئًا وشمسًا مِن حَريرْ

طفلٌ صغيرْ

يَقْتاتُ في أوهامهِ

حُلمًا ليومٍ منْ حَنانٍ

حلمٌ دُخَانْ

قَدْ ضَاعَ في صمتٍ كأيامِ الخريفْ

طفلُ ينامُ على الرصيفْ

والجوعُ يسكنُ جوفهُ

وَعَلَى رُفاتِ الطِّفلْ ألفُ مسافرٍ

قَدْ جاءَ ينتظرُ القطارْ

قَدْ جَاءْ في زمنٍ بَوَارْ

طِفْلٌ وفي عينيهِ أحْلامُ الصغارْ

والنَّفْسُ تَنْحِبُ في سكوتْ

والروحُ تصرخ في خفوتْ

هلْ مِنْ مُغيثْ؟!

هلْ في زمانَ الذُّلِ قطرةُ رحمةٍ

منْ أجل مسكين حزينْ

ستظل تخدعهُ السنينْ

طفلٌ يموتُ بكل يومٍ ألفْ مَرَّهْ

كَيْمَا يُواصلَ في الحياةِ شقاءهُ

وَيَعيشَ في الزمنِ البخيلْ

* * *

طفلٌ برئْ

بين الزحامِ يبيعُ منديلاً صغيرْ

منْ أجل قرشٍ لامعٍ

قدْ لا يُقِيمُ الأَوْدَ في الزمنِ اللئيمْ

وَيَسبهُ وغدٌ سفيهٌ مُتْرفٌ

فَيَطُأْطِأُ الرأسَ الصغيرةَ صامتًا

ويُجاهدَ الدمعَ الحزينْ

ويُخبئُ الجرحَ الثَّخِينْ

هذا الصغيرْ

يومًا ستسحقهُ شعاراتُ الرياءْ

ويَشُبًّ عُريانًا بلا قوتٍ وماءْ

وسَتَرْزَحُ الأغلالُ في يدهِ

وسيستبيحُ الجوع مرقدهُ

وسيستبد بهِ الشقاءْ

هذا الشهيدُ الغِّرُ قدْ يَفْنَى إذا

ما عاشَ في كَنَفِ الرياءْ

* * *

فالسارقونَ لقوته قالوا:

سَنًحوِّلُ الأرضَ الخرابَ لجنةٍ

ونُعلمُ الأطفالَ أحلامَ الحياهْ

سَنبيعُ من دَمِنَا لأجلِ حَيَاتِهم

لا لن ننامَ إذا

مَا صاحَ طِفْلٌ واحدٌ

حتى تعودَ له الحقوقْ

* * *

لكنهمْ سرقوا الصغير ببسمةٍ

ورَمَوْهُ في وَسَطِ الطريقْ

هذا الغريقْ

مازال يحلم بالحنانْ

مازال ينتظر الأمانْ

حلمُ الصغارْ

حلمٌ برئْ

سيظلُ يَسْرقُه الكبارْ

حلمُ دمارْ

حلم دمارْ

حُ .. لْ .. مٌ .. دَ .. مَ .. ا .. رْ..

 

2001/2/22



التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads