الرئيسية » » ذئبٌ يبصقُ على سائح | صلاح فائق

ذئبٌ يبصقُ على سائح | صلاح فائق

Written By هشام الصباحي on السبت، 11 أكتوبر 2014 | أكتوبر 11, 2014

ذئبٌ يبصقُ على سائح

ايتها الكتابة انتِ جميلة
اذكرُ براهيني :
اولاً , فيكِ سائحٌ يراقبُ , من فوقِ جبلٍ , وبناظورٍ
ذئباً يتطلعُ اليهِ من وادٍ يحاذي الجبل .
فجأةً , بلا سببِ , يبصقُ السائحُ على الذئبِ
لا يستطيعُ الذئبُ ان يفعلَ شيئاً إزاءَ هذه الاهانة .
الامر يزعجني انا , ساعاقبهُ في هذه الكتابة
ثانياً , سنجابٌ يقفزُ من منطقةٍ الى منطقة في رأسي
كلما قرعَ ناقوسُ كنيسةٍ قريبة
ثالثاً , حصانٌ يندفعُ بعنفٍ من جريدةٍ اتصفحها ,
تتمزقُ الصفحة والحظُ في فمه حصى صغيرة جداً

*

الآن اقترحُ اعادة صياغة هذه المشاهد
في مقاطعَ جديدة : ضعْ الذئبَ , مثلاً , فوقَ الجبل
والسائحَ في الوادي , وعندما يبصقُ الذئبُ عليه
يتطلعُ السائحُ اليهِ ولا يستطيعُ ان يقوم باي شيء
لأني انا من يقررُ ذلكَ ,
كما انهُ العقاب الذي
وعدتُ قبل اسطر .
في مقدوري الغاءهما معاً , السائح والذئب .
لجعل مشهد الجبلَ درامياً , نتركه يحترقُ لعواملَ غير
معروفة بعد , ربما من قبل الحكومة , بسبب شائعاتٍ عن
وجودِ ثوارٍ في كهوفه .
الواديَ سنبقيهِ مأوى لحيواناتهِ الهاربة .

*

في ذهني غلق تلكَ الكنيسةِ من اجلِ سنجاب
او تحويلها الى مستوصف , مدرسة ,
الى ملجا للفقراء في الليل من البرد , او حتى
الى مرقص ومقهى . هذا الامر ينطبق بشكل
افضل على المساجد والجوامع لكثرتها :
سيثيرُ غضبَ قادة الاديان
ومناصريهم , لكن هذه مشكلتهم .
هنا الكنيسة هي السبب في اضطهادِ
هذا الحيوان المسالم , الذي وجد مأوى في رأسي
حتى دون استئذانٍ مني , وهو امرٌ آخر اتفهمهُ .
ساتيحُ له الخروجَ من رأسي
من احدى اذنيّ الى سردابٍ تحت بيتي ,
مكانٌ مفيدٌ احياناً
لأخفاء لصوصٍ لفترة , 
هادىء , مقفلٌ تماماً ولا يصلهُ اي
ضجيج ولا صوت , وقد احملُ ذلك السنجاب
الى سيارتي لأنقلهُ الى غابةٍ بعيدة

*

هناكَ ايضاً خروجَ حصانٍ , بعنفٍ , من
صفحة جريدةٍ كنتُ اتصفحها . الى
وقتٍ آخر , لن اذكر سرّ هذا السلوك .
ساتركُ مشهدهُ ليحير قارئي ولأثبتَ لهُ ولغيرهِ
بان في الامكان هنا , في
القصيدة , ان ألعبَ كما اشاءُ , لدي ما يكفي من العوالم
المفتوحة ـ احتمالات .
لتخفيف صدمة المشهد , فم الحصان
المملوء بحصى صغيرة , اقترحُ استبدالها بالأعلانِ
عن حقوق الانسان , الذي نُسي منذ مئات السنين ,
سوفَ نرجوهُ ان يصهلَ بلا توقفٍ كي ينتبهَ العابرونَ
الى بنودِ ذلك الاعلان وهو يعرضها من بين فكّيهِ الملوثتين ,
فهي عنهم ومن اجلهم .
قد يدعي احدهم بان هذا كله لن يغير من الأمر شيئاً
الا اذا حملناهُ ليضطجعَ على مسرح ِ دارٍ للأوبرا
ليقرأ تلك الجريدة هناك ويتصفحها بلسانهِ
الطويل , ثم يتفاجأُ بتمزقِ احدى الصفحات وظهور
انسانٍ مرحٍ يحملُ حزمة عشبٍ لهُ وقنينة نبيذٍ
لي .

*

هذه الكتابة اجمل من صديقتي الصينية
لأني اعرفها جيداً ـ لا تتغيّر او 
تبدي اي اهتمام بالاحتمالات في الشعر
وغيره , كما شرحتها لها , بلا فائدة , مراتٍ عدّة .

*

الآن , اعدْ كتابة هذه القصيدة مختلفةً
فالاختلافُ غنى .
ضعْ اسمكَ عليها لنحققَ رغبة لوتريامون , صديقنا القديم 
في ان الشعرَ يجبْ ان يكتبه الجميع , وليس من
قبلِ شخصٌ واحد .


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads