علاقة جلية وعلاقة ملتبسة
علاقتك بالثعبان جلية، تعرف لدغته ويعرف حَجَرَك، تتركه فى حال سبيله ويتركك عادة فى حال سبيلك، وإذا توترت العلاقة بينكما يُعطِى لك ظهره وتعطى له ظهرك وتسابقان الريح ليأوى كل إلى جحره وفى مرة أو اثنتين كان عليك أن تصوب حجرًا إلى رأسه بمهارة صبى قروى اعتاد اصطياد الطيور المحلقة بضربة واحدة. وحتى الثعابين التى كانت تزورك فى نوم طفولتك لتبدع كوابيس سريالية علاقتك بها جلية أيضًا، تعلم علم الضالعين فى العلم أنها ستحملك على أجنحتها وتحلق فى الآفاق لتستيقظ غارقًا فى بِرْكَةٍ فضائيةٍ وتعلم بعد سنوات وسنوات أنها صنعت من صبى قروى شاعرًا ساقاه فى الطين ورأسه فى السماء.
لكن علاقتك بالبرغوث على القطب الآخر، علاقة ملتبسة ومزعجة، لا تعرف أبدًا إلى أين تتجه قفزته التالية، يزعجك دائمًا، يندس فى سروالك الداخلى بغطرسة لينتزع منك هدوءك، وأكثر ما يزعجك أنك تعرف أنه برغوثٌ وأن من العار أن تطارد برغوثًا أو تصرخ فى وجه برغوث فيسألك عابر عن سر صراخك ولا تعرف كيف ترد، وتعرف أيضًا أن من العار أن ترتدى عباءة الفروسية وتشهر سيفًا لتقاتل برغوثًا.
8/ 6/ 2014
