الرئيسية » » شطحٌ يتوسلُ السَكرةَ الخامسة | حسين آل دهيم

شطحٌ يتوسلُ السَكرةَ الخامسة | حسين آل دهيم

Written By هشام الصباحي on السبت، 11 أكتوبر 2014 | أكتوبر 11, 2014

أهتُك سموَّ الأمكنةِ بالخوفِ منَ الممكن

لأن استدارةَ ثوبيَ أضيقُ من خطواتي

يقولونَ لا تحلم ،

فأحلامكَ متقيحةٌ ونحنُ نخشى على صدورِنا عندما تنامُ .

أنا لم أكن أحلُمُ كثيراً

 بل كنتُ أُدربُ ذاكرتي على حريةِ الرؤيا.

 

أمرُّ على أجسادِهمُ المقتولةِ بوشمٍ أزرقَ

فأسمِّيها انتفاضَ النخلِ بعد اللقاحِ

و أسميها الضفةَ الأولى لبكاءِ الجنين.

 

هُم يعبثونَ بحروفِ اسمي ويفرحونَ بإعادةِ صياغتِهِ

يطيبُ لهم أن يكونَ مرادفاً للنحسِ

ينظرونَ إلى قدمي عاريةً، ويقولونَ : هرمتَ!

وأقولُ : تكشفتُم ، وأشيحُ بوجهي نحوَ طريقِهمُ المعلقةِ بين صمتِي وجلابيبِهم.

ويختلط بصوتي نداءٌ: هبهُمُ القليلَ من دمكَ لينثرُوهُ بين سكـتينِ ، كي لا تغضبَ الأرضُ .

فقلبُك جُرمٌ يدورُ في جسدِكَ، مُبتدأً من غربِ الكونِ

 أو هو عينٌ كبيرةٌ لا يفقؤها حجرٌ مسننٌ

 يسحبُ أذيالَهُ نحوَ نقطةٍ في السطرِ الأعلى من روحك.

 

لا تغِبْ الآنَ ،

 وكلُّ الذي تملِكهُ  طينٌ أرهقته النتوءاتُ على شاكلةِ الصراخِ في تجاويفِ جدارٍ،

 و امضغْ ماتبقى من كلامِكَ دونَ أن تخلعَ نعليك ،

 دَعْ خلفَكَ الأشجارَ التي لا تكشِفُ لكَ عن أقراطِها كُلما نفخْتَ في أرحامها.

 

الحناجرُ التي أرضعتْكَ الغيابَ  

لم تكن تعلمُ أنها أورثـتْكَ الرجفاتِ التي دحرجتْكَ وراءَ نواياها،

وقميصُكَ الذي أصابته الجُنةُ

 لم يُزِغ العقول بعد ، فظلت سادرةً في موتٍ لا يشبَعُ من الوهمِ.

 

النص الذي قرأته في الإحتفائية بمناسبة يوم الشعر العالمي.النص الذي قرأته في الإحتفائية بمناسبة يوم الشعر العالمي.




التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads