الرئيسية » » دميةٌ تلوّح لي | صلاح فائق

دميةٌ تلوّح لي | صلاح فائق

Written By هشام الصباحي on السبت، 11 أكتوبر 2014 | أكتوبر 11, 2014

دميةٌ تلوّح لي

حين استيقظُ , انظفُ حنجرتي بشتائمَ وصرخاتٍ
ضد كل شيء . اتعطرُ , اشربُ قهوتي بينما اكتبُ
مقطعاً شعرياً , اتركهُ ناقصاً واذهبُ لحلاقة وجهي :
انا شريكٌ سريّ , غير مرئيّ , لقصصٍ وقصائد اكتبُها
لا انشر كلها , لأني لا اتعافى من طولِ الليلِ
وظلامهِ الدامس .
ساغادرُ الى بلدٍ بلا ليل
ادعو هاملت لزيارتي فهو , مثلي , ينامُ بعد الظهر
بعينينِ مفتوحتين ويمضي وقتهُ يكوي قميصاً واحداً
ثم يسمعُ صوت شقيقتهِ , اوفيليا , تناديهِ 
فيهرعُ الى شباكٍ , يفتحهُ , فيرى اشجاراً متحاضنة ,
منتشية في قبلةٍ طويلة , والهواء يمرُّ بينها مثرثراً
لأنهُ يغارُ .

*

كنتُ حارسَ مصابيح طرقاتٍ وشوارع بلدةٍ بعيدة
بعد تقاعدي بداتُ ابيعُ صناديق معبأة بجرائد قديمة
الى قباطنةِ سفنٍ محملةٍ بالموز , بحشودٍ من قرودٍ
مدربةٍ على الخدمة في البيوت , بتوابيتٍ ثمينة
للأغنياء , وبمنهداتٍ مستوردة
علّقتُ واحدةً منها على بابي
*

اصعدُ سلالمَ اتخيلها
ولا انزلُ ـ ابقى هناكَ لساعاتٍ اتطلعُ الى 
مجرى فارغٍ لنهرٍ كان هنا , اشاهدُ سياحاً
في حديقةٍ يلتهمونَ ضبابها , وفجأة يندفعُ
تمثالٌ نحوي حاملاً باقة زهر , يقدمها لي
انحني لهُ , يصطدمُ وجهي برأسهِ
ويجرحُ جبهتي

*

عندما استرخي على مصطبةِ رصيفٍ
ومعي قنينة حليب , اعدّ اوهامي لهذا اليوم :
إقتربتْ مائدةٌ عامرةٌ مني , لم استطع ْ تناولَ اي طعام
فالمائدة بلا ملعقة , منديل او شوكة .
التقطتُ تفاحة كبيرة , في الطريقِ اكتشفتها من مطاط

*

لوحتْ لي طفلةٌ من شباكِ عربة
فرحتُ , بدأتُ الوّحُ لها ايضاً
ـ هي دمية , يخبرني حارسُ منصةِ القطار

*

فيما انا نائمٌ , تتناهى اليّ همسات احدهم
انهضُ , انظرُ حولي , لا احد
انحني من السرير , اجدني نائماً تحتهُ
مرتدياً معطف ابي


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads