(النسر والحمامة)
رأيت الأمس رؤيا ارقتني | وألقت في الكرى شوك القتادِ |
وقضّت مضجعي حتى كأني | نسيت بفعلها طعم الرقادِ |
رأيت حمامةً بيضاء طارت | وفي أعقابها نسرٌ رمادي |
يلاحقها إذا حلّت بسهلٍ | ويطردها إذا نزلت بوادِ |
فإن حطّت بوارفةٍ ونادت | فما من مستجيبٍ للمنادي |
ويحسب سامعوها أن سجعاً | ترددهُ عليهم صوت شاد |
وأن دموعها العذراءَ درٌ | يزين صدر سُعدى أو سعاد |
فينصرفون عنها وهْي ثكلى | ويعتذرون عن فهم المرادِ |
ويحتجون أن النسر فظٌ | غليظ الطبع منزوع الفؤاد |
وخلف النسر رُخٌّ أفعوانٌ | يموِّلهُ ويسخو بالعتاد |
ويحمل عنه أوزاراً جساما | بأية ملتقىً أو كلِّ ناد |
وينصرهُ على ظلمٍ وينسى | عقاب الله في يوم التناد |
وينسى أن عمر الظلم يومٌ | ودولتهُ تؤول إلى النفاد |
وأن الحق باقٍ ليس يفنى | ورايتهُ إلى يوم المعادِ |
****
| |
وشاء الله للورقاءِ نصراً | فراغت في المنام من الأعادي |
وباضت بيضةً في حجم طودٍ | عظيمٍ راسخٍ صعبِ القياد |
سألت مفسرَ الأحلام عنها | أجاب لعلها للسندباد |