هو العمرُ يمضي
هو العمرُ يمضي
| |
وبعضُ السنينِ تكون سراباً
| |
إذا غربتكِ الفصولُ الحزينةْ
| |
فكيف سيأتي الربيعُ إذا لم تجيئي ؟!
| |
وكيف سيُزهر هذا الشجرْ ؟
| |
وكيف يقاوم قلبي الرقيق ثلوج الشتاءِ
| |
ولم تمنحيه غطاءً من الصوفِ
| |
أو بعضَ الحطبْ ؟
| |
هو العمرُ يمضي
| |
وما زلتُ أبكي على شاطئيكِ
| |
فلا البحرُ يحملُ صوتي إليكِ
| |
ولا يحتويكِ البصرْ
| |
أنا الآن مثل الغريقِ الذي لفظتهُ الشطوطْ
| |
تُديرُ البلادُ لهُ ظهرَها
| |
فيمضي مع الموجِ حيث البلادُ تغيبْ
| |
وحيث الوجوهُ تغيبْ
| |
وحيث الشطوطُ تغيبْ
| |
وحيث تغيبين أنتِ
| |
ويبقى الغريق غريقاً
| |
هو العمرُ يمضي
| |
وكلُّ السنابلِ تسقطُ قبلَ الأوانْ
| |
فلا يحملُ الشجرُ زهراً
| |
ولا يحملُ النخلُ تمراً
| |
ولا يحملُ الغيمُ بعضَ المطرْ
| |
لماذا رحلتِ ؟
| |
وأسلمتِ للجدبِ تلكَ الحقولْ
| |
وقلباً صغيراً تمناكِ عمراً فضلّ
| |
هو العمرُ يمضي
| |
وكلُّ البقاعِ التي عانقتنا ستذبلُ حزناً
| |
وكلُّ المرافئ لن تستقبل العابرينَ
| |
ولن تمنحَ الزائرينَ بعضَ الطعامِ
| |
وبعضَ الوجوهِ الجميلةِ والأغنياتْ
| |
سترحلُ كلُّ الطيورِ التي ألفتنا
| |
لأن الجليدَ سيزحفُ شيئاً فشيئاً
| |
ليخلفَ ذيلَ ردائِكِ فوقَ المروجْ
| |
هو العمرُ يمضي
| |
وأمضي
| |
فلا يستفيقُ ولا أستفيقْ
| |
كلانا يسابقُ طيفَ الثواني
| |
ليمضي إلى النورِ فوق شعاعٍ من الأمنياتْ
| |
هو العمرُ يمضي
| |
فلا النورُ يدنو
| |
ولا عاد في العمرْ إلا القليلْ .
|