كَفاكْ
كَفاك ما عانيتَ .. لن تستزيد | يا شاعراً أشعاره لا تُفيدْ |
يا شاعراً لولا أحاسِيسُهُ | ما لمسنا فيه إلا حديدْ |
أفنيتَ عُمراً في اقتطاف اللظى | حتى ظننتَ الجمرَ ورداً جديدْ |
دعك من التفكير.. كُن رافضا | ما ثَّمَ فوق الأرض شيءٌ أكيدْ |
أتيتَ مجبوراً ، وتمضي كما | جئتَ وهذا الجبرُ بيت القصيدْ |
والناسُ ما زالوا عبيدَ القضا | جاءوا عَبيدا واستمروا عَبيدْ |
لم يبق منهم في زمانِ الأسى | إلا بقايا أنفسٍ في جَليدْ |
تآلفت أضدادُهم بَينهم | سيَّان من يهدمُ أو من يُشيدْ |
فاهرب من الدُنيا وأبنائِها | لا يُعرَفُ الشاعرُ إلا وحيدْ |
يكفيك ما عانيته من أذى | فلا تَقُل: يا رب هل من مَزيدْ ؟ |
سطرتَ فكراً لا ترى مثلَهُ | فأيَّ شيءٍ غيرَ هذا تُجيدْ ؟ |
ما ثَم من يقرأُ أو من يَعي | فما الذي من خَطِّهِ تَستَفيدْ ؟ |
مأساتُك الكُبرى أيا شاعري | انك لا تَعرفُ ماذا تريدْ |