حكايتها
أَوْمَأَتْ ذاتُ العيونِ الساحره | بشفاهٍ ولحاظٍ فاتره |
وَ تَثَنَّت مثلما الغصنِ على | وقعِ دقَّاتِ الفؤادِ الثائره |
صوّبت للقلبِ سهماً نافذاً | يا لقلبي من سهام الماكره |
و مضَتْ كالحُلْمِِ ، ما حقَّقَهُ | حالمٌ في الناس ، أو كالخاطره |
أغرقتني في بُحَيْراتِ المُنى | و اعتلت بالمكرِ عرشَ الذاكره |
لم تدعْ لي من بقايا مُهجتي | غيرَ أنفاسٍ و عينٍ ساهره |
وخيولٍ طالما أرسلْتُها | خلفها عدْواً فعادتْ خاسره |
قلتُ : يا أنتِ فهل مِن لحظةٍ | حُلوةٍ ، أروي غليلَ الهاجره |
علّني يا بنتَ أنفاس الرُّبى | أجتني منكِ الثمارَ الناضره |
و أطوفُ الروضةَ الغنّاءَ ، لا | أنتأي عنها ونفسي حائره |
فلقد أوقعتِنِي في العشقِ يا | زهرةً في الحُسْنِ كانت نادره |
نَظَرَتْ نحوي بطرْفٍ فاترٍ | و مَضَتْ دون اكتراثٍ سائره |
قلتُ من هذي ، أجب يا عالماً | بالأزاهيرِ الحِسانِ الزاهره |
قالَ و الحزنُ على سحنتِهِ | هذه دنيا غرورٍ غادره |
خدعتكم يا بني جنسي بما | لبستهُ من ثيابٍ فاخره |
قلتُ : ما أبصرتُ حُسناً مثلها | قال فاعملْ جاهداً للآخره |