أمن صلفٍ صدودك أم دلال
أمن صلفٍ صدودك أم دلال | فقد أحدثت حالاً بعد حال |
صددت وكنت لا تنوين شراً | لمن أخزيته بين الرجال |
مضى بك لا يريبك منه شيءٌ | سوى ما غاب من تلك الخلال |
وما بين الرضى والسخط إلا | تأمل ناظرٍ فيما بدا لي |
فيا لك نظرة ً جرت شؤوناً | هنالك لم تكن تجري ببال |
أحلت سرور ذاك القلب حزناً | وهجت له أفانين الخبال |
سجية هذه الدنيا وخلقٌ | تريناه تصاريف الليالي |
ولكن أنت أعجل بانقلابٍ | من الدنيا وأعجب في انتقال |
وأقرب من هدى ً فيما رواه | لنا الراوي وأبعد عن ضلال |
رأيت خيانة الأوطان ذنباً | فلم يكن الجزاء سوى الزيال |
ولم يك ذاك من شيم الغواني | إذا ما أزمعت صرم الحبال |
شرعت لها وللفتيان ديناً | ضربت به على دين الأوالي |
وأقسم لو حكتك نساء قومي | لسنت بيننا سبل المعالي |
نخون بلادنا وننام عنها | ونخذلها لدى النوب الثقال |
ونسلمها إلى الأعداء طوعاً | بلا حربٍ تقام ولا قتال |
ونلهو بالحسان فلا ترينا | تبرم عاتبٍ وملال قال |
ولو صنعت صنيعك لم نخنها | ولم نؤثر مصانعة الموالي |
ولم يك نقصها ليعد عيباً | إذا عجز الرجال عن الكمال |
فإن غضبوا علي فقول حرٌ | يرى أوطانه غرض النبال |