فى قريتى
( رسالة من فلسطينىٍ مُحاصَرْ إلى كل عربى )
| |
*
| |
فى قريتى …
| |
أنا قابِعٌ أتَلَحَّفُ الحُزْنَ الّذى قَهَرَ السّنين ْ
| |
وأصوغُ ألْفَ قصيدَةٍ _ خَرْساءَ _ أنهَكَها الأنينْ
| |
أنا ها هُنا حيث الليالى عذَّبوها ..
| |
والأمانىَ أخْرَسوها ..
| |
حيثُ ذاكَ القلبُ يَنْزِفُ بالحنينْ
| |
*****
| |
فى قريتى …
| |
يَنسابُ نَهْرُ الحُزْنِ بَيْنَ ضلوعِنا ..
| |
وأنا هنا .. يجتاحُنى اليأسُ المُعَرْبِدُ
| |
فى ضلوعى كلَّ حِينْ
| |
أنا ها هنا حيث ُ النِّساء الثاكلاتْ ..
| |
والعيونَ الدَّامعات..
| |
والرعب .. والأشلاء .. والجُرح الدَّفين ْ
| |
أنا ها هُنا .. والموتُ يَطْرُقُ بابَنا ..
| |
ويَجولُ فينا حيثُ شاءَ
| |
ونحنُ نَصْرُخُ " إننا لَنْ نَسْتَكينْ "
| |
أنا ها هُنا حيثُ الزَّمانُ بِلا زمانٍ
| |
والمكانُ بلا مكانٍ
| |
صَمْتُكُمْ قَطَعَ الوَتينْ !!!
| |
أنا ها هُنا والقَلْبُ يَسْبِقُ نَبْضَهُ
| |
صوتُ المَدافِعِ فى جِنينْ
| |
ودَمى هنا يَنْسابُ عَذْباً ..
| |
" لَذَّةً للشاربينْ "
| |
وجعى هنا يَمتَدُّ فى قلبى
| |
وفى جسدى .. وفى وطنى
| |
فتعلو قَهْقَهاتُ الغاصبينْ
| |
وَجَعى كَشَرْخٍ فى جِدار كرامتى
| |
فأصيحُ _ وا قُدْساهُ ـ
| |
يا جُرْحاً تَوَطَّنَ فى الجبين
| |
لَنْ يَرْحمَ التاريخُ يا قُدساهُ
| |
مَنْ حملوكِ..
| |
شَقُّوا اللَّحدَ ..
| |
مَنْ قَبَروكِ وانطلقوا جميعاً صامتينْ !!!
| |
وأنا أصيحُ : أنا هُنا .. وَجعى هُنا ..
| |
ودمى هُنا ..
| |
يا كُلَّ كلَّ الخائنينْ
| |
*****
| |
أنا ها هنا يا كلَّ مَنْ سَمِعَ استغاثةَ طفلتى..
| |
وبدا أصَمْ
| |
والجبنُ كَبَّلَ قَلبَهُ
| |
وأصابَهُ غَمَّاً بِغَمْ
| |
هانَتْ عليكَ دماؤنا .. أرواحُنا .. أعراضُنا..
| |
فصمَتَّ لَمْ تَنْطِقْ ولَمْ
| |
ونسيتَ بل أُنسيتَ _ ظُلماً _
| |
أننا أبناءُ عَمْ
| |
وتَرَكتَ أختكَ يعبثونَ بِعِرْضِها
| |
فاستصرختكَ
| |
" أيا بنَ أُمّ "
| |
حَتَّامَ تَنْهَشُنى الذِّئابُ
| |
وأنت تَخْطُبُ وِدَّهمْ
| |
حَتَّامَ يَمْكرُ بى اليهودُ
| |
وأنتَ تَسْلُكُ دَرْبَهُمْ !!!
| |
حَتَّام يظلمنى الجميعُ
| |
وأنتَ تفعلُ مثلهمْ ؟!!
| |
كَمْ كُنتُ أحلمُ أن تَثورَ ..
| |
وأن تعودَ لِتَنْتَقِمْ
| |
فَتقولُ لى : عَيْنٌ بِعينٍ
| |
واقتصاصُ دَمٍ بِدَمْ
| |
ها أنتَ عُدتَ
| |
أراكَ تَشْجُبُ فِعْلَهُمْ
| |
فاشجُبْ .. فَشَجْبُكَ لا يهِمْ
| |
مَلعونةٌ تلك الدَّواةُ .. وألفُ سُحْقاً للقَلَمْ
| |
إن كُنتَ تخشاهُم جميعاً ..
| |
فانسَحِبْ
| |
دعنى لَهُمْ
| |
والله يحكمُ بيننا..
| |
فالحُكْمُ لله الحَكَمْ
| |
فالحُكْمُ لله الحَكَمْ
| |
فالحُكْمُ لله الحَكَمْ
|