الرئيسية » » الغابة خارج الأكواريوم | جميل عمامي

الغابة خارج الأكواريوم | جميل عمامي

Written By غير معرف on الثلاثاء، 16 أبريل 2013 | أبريل 16, 2013




الغابة خارج الأكواريوم

أغــــــــــنيـــــــة                                               
أنا الآن حيث النبع ..
عدت أرجاء البيت المخلوع الباب 
بيت العائلة حيث ربيت 
حيث"*1 خابية الماء"و المحراث الخشبي"
حيث الخبز يفوح من "*2جهة الحجير"
ومذياع الجد يعزف موسيقى لا أفهمها 
كنت أردد أغنية و أنا أتسلق شجر" البطوم" حيث العش
أمي تغزل صوفا قرب الجابية
 تحت ظل البطومة و ترقبني 
كانت تعرف أني أردد أغنية 
رغم أني لا أصدح بالغنوة
أحببت تلك الأغنية ...أنشدتها مرات 
لكني لم أصدح يوما كانت سري المدفون في جذع البطومة 
لكني اليوم نسيت ...وأنا عند الجذع 
بذلت كل الجهد علي أذكرها 
أعدت حركة الشفتين /تسلقت الجذع حيث العش 
و أنا أستذكر أغنيتي ...عبثا أتذكر .
رددت أغنيتي ....عاد صوت المذياع ...وصرخات الجد ..ووعيد الأم 
خلسة بداخلي أنشدت.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*1الخابية هي عبارة عن جرة كبيرة كان الريفيون يستغلونها لخزن المياه الصالحة للشرب.
*2 الحجير هو عبارة عن أحطاب على شكل هلال أو نصف دائرة يستغله الريفيون لحماية النار التي ينضج عليها الخبز أو الكسرى كما يطلق عليها في مسقط رأس الشاعر.                                                                                     
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ




تــــــــــــذكر.

الرجل المسنود إلى جذع شجرة الخروب الواقفة منذ الأزل 
الرجل الذي يحنو على الجذع الخرب المثقوب 
الرجل الذي ينفخ في الثقب تلو الثقب 
ليمر الضوء وصفير الريح ...بين خلايا الجذع 
جذع تلك الخروبة . 
ذاك الرجل المتكوّم 
لم يكن ميتًا ....ولا نائمًا 
إنة فقط يتذكر .

صفير

كل الغابة أيتها الشجرة 
هي هذه الوردة التي تسقط الآن 
قرب رأسي و أنا متكئٌ إلى جذعك 
ذات خريف ستسقط ورقة هنا في مكاني 
حينها لن أكون حاضرا
فقط سيعلو  من صدري صفير يملأ كل الغابة




عـــــــد سة

ثمة أشجارٌ و شوارعُ تتعرى 
متسلقةً عتبات الضوء في حضرتها 
ثمة أجنحة متناثرة تجمع بلور الشاعر 
تعضّ الصبح المنهمر بلا رأفة 
ثمة أحذية من رصاص الوقت 
تدق أصابعها بلا خجل في عنق الوردة 
ثمة صبح برائحة البن يصفق للموج 
العائد للتو من رحلة جزر خلف اللغة
ثمة خلف ذلك عدسة الشاعر
ترصد حركات العالم. 
                                                                                      





  جميل عمامي شاعر من تونس
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads