الرئيسية » » بارانويا | المهند حيدر

بارانويا | المهند حيدر

Written By غير معرف on الثلاثاء، 16 أبريل 2013 | أبريل 16, 2013


بارانويا
المهند حيدر


ما رأيتكِ
 على النافذة...
و لكني رأيت فستان نومك الساتان ممطراً على منشر الشرفة
و عددت درجاتك التسعين حتى بابك
و لم أقرع
لأنها تسعون لم تنقص
أنا الممحي في هذي البلاد
أقلامي الرصاص صادرتها الجمارك
من كوني.. ما بقيت
و لكني ما رأيتك ؟!.
لا على الشباك و الأزهار ترمي نفسها من الأصص..
لا على الشرفة و الفستان ينهمر مزراباً على رأسي..
لا على السطح..
على البلكون..
في أراجيح العيد البعيد المشربك و المعلق بالشجر.
و هذي البلاد ترميني و تحميني
و لا أفهم..
و تقسمني نصفين في ربعٍ
و تلصقني ربعين في شطر من البحر
وتعصى على فهمي إرادتها
و الشيزوفرينيا الملقاة في وجهي
كقفاز المبارزة
من أين أين سأشتري صمغاً..
يُلصق على وجهي طابع  بريد مزيناً بأحرف البلد ..
 و بالنمرة.
و سألت.... قالوا خذ الحذاء و اتبعني..
تسير......
و ماذا ؟! ... في ذلك الصمت المجلل بالغموض
سألفه زوادة الصباح كما أوصيتني
ليمضِ، من يمض سعيداً إلى المدرسة
ويعود.. كما مضى
لكنه سيعود..
سيعود في يوم من الأيام متلمساً صورتك في زجاج ذلك الشباك المُأرجَح في ذُهانِ دَالي
غبارك المنسي في درفات ذلك الأبجور المقشر باليباس
رنين صدى القبلات الموزعة بالتساوي ما بيننا
عن البصمات...
عن أين الممات...كما الحياة
و حين أجدك
سأطلب دقيقة من الصمت و أعلن بياني الأول:
ها هي أنتِ
و أضحك حتى تنتهي حرب الشوارع في رؤوسي
 وننعم بالسلام المدجج بالورود و ابتسامات المياه
لكني..هنا
أشتري مياه الألب بخمسين سنتيماً
و ربما بعد ساعات
سينتهي الألب من عطشي
و أنقب عن مساكب النارنج في الشارع الإسفلتي..
و أخنق أجراس الكنائس و المآذن كي يغفو إلهي عن شواردها
و أملؤها نبيذاً
أو ماء وردٍ لمن يريد من السكارى
 سأطويها السهوب البيد
الدروب العبيد
السنين الذواكر..
كما تطوى الشراشف في انتظاره الفصل الجديد
و أخرج من ثناياك ملاءة الوقت
و أتلو من على حافة الكأس:
أنا ما أُهدي إليَّ أحد
إني أريد ما أريد
فهذا ليَّ.. وهذا لكم
إلا أنه لي.. بلا اعتراض
فأنا لم أدون في مذكرة عامي المقبل إمكانية الفيتو
في أجندتي وجدت فقط..
أني أعود و فستانك الساتان مرفرفاً فوق البلاد
.......
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads