أصبحت الآن غريباً /عبدالله باكرمان
أصبحت الآن غريباً
لا نجوم تضئ أغصان قلبك
لا حدائق تنام في أحلامك
كل القناديل اختفت
الكواكب غادرت دون رجعة
والنوافذ أعلنت الغياب
هناك أغنية مملة
في نهاية الشارع الطويل
تدلق لسانها دون حياء
وهي تراقب وجعك
وهنا . . أنت
الوحيد المنسي
على قارعة الشوق
تغمس أنينك
في فنجان الظهيرة
وترتدي الريح
مغشياً عليك
. . . . . . .
أصبحت الآن وحيداً
وأنت ترتجل موالاً لا يغني
وأنت تداعب ذاكرة الحنين
وأنت تلمس بيديك
أجنحة المساء
كي يغدق عليك
كوابيس فاقدة الصلاحية
. . . . . .
غريباً أصبحت
لا تجيد النسيان
كليل يسند النحيب
كذاكرة أنهكها العناد
كألم مشرد
كقرية ملطخة بالقبور
كتلويحة تطارد الفراغ
كقلب مكسور
على أريكة الرمال
تجلس القرفصاء
وفي يدك زمن موارب
وفي قلبك :
(فتىً ليته حجر
أو حجر ليته قلبك)
