الرئيسية » » لا تَنسَوْا قِطارَ العاشِرَةِ | جمال أمَّاش

لا تَنسَوْا قِطارَ العاشِرَةِ | جمال أمَّاش

Written By غير معرف on الثلاثاء، 16 أبريل 2013 | أبريل 16, 2013








لا تَنسَوْا قِطارَ العاشِرَةِ


1 - حُدودٌ يَفتحُها قِطارُ العاشِرَة:
 لا تَنْسوْا أنِّي مُنزعِجٌ مِنْ سِباقِ
 الخيولِ الجريحةِ 
ولا أرغبُ في وضعِ قُبَّعةٍ واقيةٍ مِنَ البَردِ
 ومِنْ أشياءَ أخْرى 
في صَباحاتٍ تَتَكرَّرُ كالقطاراتِ السَّريعةِ
 كما أنِّي منزعجٌ أيضاً مِنْ مُعلمٍ يَفهمُ في علومِ الغيبِ
والحِمْيةِ والإجْرامِ وفي كلِّ شيءٍ
 ومُتأكِّدٌ مِنْ ضَحْكتِهِ البدينةِ
 كتلميذةٍ تُكْثِرُ مِنَ الفَطائرِ ومِنْ دَواءِ الرَّبوِ
 يَحْسُنُ بِهِ أنْ يَأخُذَ زاوِيةً ما
 ويَتأمَّلُ شَيْخاً يابانياً يَحلمُ بِغجريةٍ مِنْ شَرقِ الأنْدَلُسِ
طيلةَ الرِّحْلةِ إلى وَاحةِ الوَاقْواقِ

 أنا لَمْ أهتمْ بسِباقِ رهاناتِ السِّياراتِ 
ولا بِطفلٍ خَنوعٍ أفْسَدَ عَليَّ قراءةَ قَصيدةٍ
 عنْ قَصَّةِ شَعَرٍ أزعجتْ شاعراً مِنَ الهُونولولولو
 بِسَرقةِ قَطيعِ أغنامِهِ ليْلةَ العيدِ
 لَمْ يَكتْفِ بِذلكَ بَلْ أزْعَجَ الطِّفلةَ 
الَّتِي تَنامُ في حِضْنِ أُمِّها القاصِرِ،

وَضَعتُ رَأسِي عَلى كَتِفٍ غائِمٍ
 وبَدأتُ أُفكِّرُ في بِنْتِ الجِيرانِ الَّتِي طارَدتْني 
 لأَكونَ فارِسَها في حلبَةٍ مُغْلقةٍ 
في عُيونِ أمٍّ تَحلُمُ لِبِنْتِها بِصَيْدٍ ثَمينْ.

 الرِّهانُ أَصْبَحَ  صَعباً هذهِ الأيَّامِ 
لِأنَّ الأفواهَ كَبُرتْ أسْنانُها 
ولَمْ تَعُدْ تَقْوى على الانْتِظارِ
 ستأخذُ حَظَّها مِنْ مَعجونِ الأسْنانِ
 وتَدخُلُ المَيدانَ بوجوهٍ حَمراءَ
 أماَّ الحُدودُ الَّتِي طالَما بقيتْ مُغْلقةً بَيْنَ قَلْبَينِ
 فَقدْ فتَحَها قِطارُ العاَشِرَةِ الَّذي تَأخَرَ كَثيراً.


2- بقبلةٍ واحدةٍ فقطْ :
 كَدمعةٍ تقطرُ في عِزِّ الشِّتاءِ
أزالتْ مَعاطِفَها ورَمتْني
بِقبْلةٍ واحدةٍ فقطْ
 في مَهاويها
ورقةً مُبَلَّلَةً كَقَطْرِ النَّدى
وَبِخَجلٍ مُتلَعْثِمٍ في فمِ القَمَرِ
أغمضتْ عَينيْها نَبضاتِي

يلسَعُني النَّحْلُ 
ويَقطرُ متلَعثِماً في شَهْدِها العَسَلُ.

3– غَيْمَةٌ في وَجيبٍ:
المَرْأةُ الَّتي وَدَّعتْني إِلى أَبَدْ
غَيْمَةٌ رُبَّما في وجيبٍ
قدْ يَمُرُّ إلى لا شَيْءٍ أوْ إلى فَمٍ في جَسَدٍ
تَركَتْني وحيداً كالغَريبِ 
عَلى حافةِ سَريرٍ
بِصَفْعَةٍ وقلبٍ كَسيرٍ
لا أحَدْ يَعرِفُها أكْثَرَ مِنِّي.

4 – أنتظِرُ عَوْدَةَ ابْني الضَّالِ:
بِلمْسَةٍ طائِشةٍ لفأرةٍ في مَصيدةِ المَحْوِ 
ضاعَ كُلُّ شَيْءٍ
النَّصُ والشَّاهِدُ
الَّلوحةُ والفُرْشاةُ
الآنَ أمْضي اللَّيْلةَ بِلا عَينينِ
أنتظرُ عودةَ ابْني الضَّالِ
ولِتَمضِيةِ الوَقتِ أبْحَثُ عَنْ مَوقِعِ الطَّبيبِ الذي يَسْكَرُ
وينامُ في مَخفَرِ شُرطةِ الأخْلاقِ العَّاّمةِ..

فقدْتُ نِصْفي في ذاكِرةٍ مُفترَضَةٍ
فِخاخُ السِّياسةِ  تَركتُها عَلى مَكتَبٍ في غُبارٍ
وأخَذتُ مَقْعداً مِنْ صِنْفِ الدَّرجةِ الثَّانيةِ
 في السِّينمَا لأِنامَ مِلْءَ جُفونِي عَنْ آخِرِها. 

مَنْ يَقْوى عَلى العاصِفةِ
 لا يَهُمُّهُ هَوْلُ المَآلِ
يُقدِّمُ صَدرهُ عارِياً لِقصْفِ الشَّائِعاتِ


الحُروفُ مَسْكَنُهُ
قَدْ يَنْجو مِنْ حَديثِ المَقْهى
وقَدْ يَبدو في قارَبٍ أزْرَقَ غَريقاً.

أَنْ يَتكلَّمَ في سِرِّهِ
 أوْ بِلسانِهِ 
أوْ بِقلبِهِ
سِيانْ

نَبْضهُ  يَفْضَحُهُ 
كَحُكْمٍ مَوقوفِ التَّنْفيذِ
يَتكلَّمُ النَّاسُ كَعادتِهمْ خلْفَ البابِ
ويَبْقى فِي شُرفتهِ الفارِغةِ ينتظرُ وُصولَ الغَريبَةِ وَاقفاً.

جمال أمَّاش(المغرب)يناير 2013 

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads