الرئيسية » » حناء عروس الليل | خليل الوافى

حناء عروس الليل | خليل الوافى

Written By غير معرف on الثلاثاء، 16 أبريل 2013 | أبريل 16, 2013


  



   حناء عروس الليل

أضواء تخرج من عريها البدائي
امرأة تدق باب بيتي
حناء تستحضر لونها الدافئ
تحت بياض القمر

خرج الليل
يشعل مواقد الحجر
كاد الماء
أن يطفئ نار القدر
في بكاء المطر

تخضبت بألوانها الزهية
وشاح شعرها المخملي
الطافح بالإثارة
رموشها عزف قيثارة

يسرق الليل همس الجفون
تركت عطرها
ينداح ربيع الشوارع الحالكة
اختفت في حضن الصمت
دون أن تراها عيون القافلة

في هذا التصاعد الملحمي
يزداد فضولي إليك
أسمع وقع خطوك في الأعالي
يهجرني النوم شاخصا
نجوم تراقب غدي

تومئ الفراشات في لقاحها
ـ متى يحين قطافها ؟
ترمقني من حلم
يواري بابه شمع دمعها في السهر

تمد أناملها في الماء
يزيد عطشي
بئر أسراري
تفضحها عيون القمر
كلما رأت حسنها في الماء

يرجع صدى الزغاريد
شهية الطبول
إلى رنين الوتر

في إبتسامتها دمع دافئ
يوحي بعودة المطر
إلى أرضه البكر

كم لبثت تحت نجمك
أنتظر طلوع فجرك
غروب هجرك
دون أن تأتي

يختزل لونك
لون الشفاه الشاردة
في فتيل الإحتراق

ينهمر نهر وجعي
جداول الولادة
في إختفاء شرفة البيت
أراك بثياب المطر
تنسجين غابات ولعي
في الإحتراق

في مهبط القرى الليلي
أسترجع فطرتي الأولى
و أشعل حطب الذاكرة
لعلي أتذكر إسمي في نقش الشجر

تشي عينيها المارقتين
وهج السؤال العنيف
ـ متى كنت هنا
تغازلين قلبي الضعيف

تقفز ظلالها القرمزية
في سحاب الأمكنة
ـ متى ينجلي عنك الغطاء
عربية أنت أم قمر الضياء ؟

تتماهى في الحسن
خصلة شعر
تسربلت ضفائرها
ليل طويل الأغاني

علمتني عيونك
كيف أمشي
فوق أهدابك
دون كلل

ـ منذ متى تنتظرين خلف الباب ؟
أجاب الباب : منذ وضعت ها هنا على جدار البيت
أرى وجهها في الشحوب
في إكتئاب العندليب

صغيرة أنت
في هذا البعد الأسطوري
أروي قصصي
لحلم هذا المساء

تزينت بألوان الطيب
في عرسها الليلكي
و إلتفتت نحوي في كبرياء فرعوني
تلخص جاذبية الشجر
نحو تمارها الناضجة

كشفت عن حنائها
ربيع الروابي في خلاء جسدها
إمتداد يدي قرب حوضها الثائر
لم تشفع لي جسارتي القديمة
في إمتلاك طريق العبور

تقابلنا صدفة على خط الأثير
ركبت صحوي في خيال المستحيل
إنتظرت كل هذا الزمن الطويل
أرقب ولادة حلم عسير

بياض ثوبها الملائكي
طائر يحلق في سماء حلمها
دون أن أرى
في عينيها وجعي

صبري عليك بلا حدود
في قصة الأخدود
يتعالى إيماني برب الوجود

ــــ قلت لها يوما : إقتربي ما شئت
فأنت الآن حرة
ظلت بعيدة
بين ليل و صبح قريب



خليل الوافي ــــــ كاتب و شاعر من المغرب
كتبت في طنجة بتاريخ : 2013/03/16
khalil-louafi@hotmail.com 
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads