الرئيسية » , » الشّاعرُ الذي كان يمرُّ من هناكَ | ديديي هيبون | محمد صالح بن عمر

الشّاعرُ الذي كان يمرُّ من هناكَ | ديديي هيبون | محمد صالح بن عمر

Written By هشام الصباحي on الخميس، 7 مايو 2015 | مايو 07, 2015


ديديي هيبون
ولد ديديي هيبون الملقّب ب د.هيبون الصّغير في 28 أفريل 1986 بمحافظة أنس برتران بمنطقة المهاوي ( جزيرة القوادلوب). مرّت تجربته الشّعريّة بمرحلتين كبيرتين : تتميّز الأولى بأزمة تموقع تولدّت عن مغادرته بلده الأصليّ في سنّ مبكّرة ونزوله بمدينة غاية في التّمدّن والتّحضّر – وهي باريس – حيث عانى طويلا آلام الغربة وحزّت في نفسه ظاهرة كره الأجانب .أمّا الثّانية التي تتواصل منذ أكثر من سنتين بالمحيط نفسه فهي تتّسم بشيء من الاستقرار والتّوازن النّفسيّين النّسبيّين اللّذين يرجع الفضل فيهما إلى حبيبة وجد لديها ضربا من الملجإ العاطفيّ. أسلوبيّا لغته زاخرة بالصّور، ثريّة بالرّموز، سريعة الإيقاع بفضل تقصيره الشّديد للأبيات واستخدامه شكل القصيدة المتناهي الطّول في نحافة. فاز سنة 2013 بالجائزة الثّانية في مسابقة شعريّة كبرى انتظمت بفرنسا. صدرت مجموعته الأولى وعنوانها كورقة من أوراق الشّجر عن دار دبّوس الأمان بباريس .
الشّاعرُ الذي كان يمرُّ من هناكَ
الشّاعرُ
الذي كان يمرُّ
من هناكَ
ذلك الذي
يجلسُ دائما وحيدًا
ويمشي
تحتَ جناحِ اللّيلِ
وحيدًا
مُرْسِلاً نظراتِهِ
إلى البِعادِ
ذلك الذي
يتكرّمُ بكلِّ ما عنده
مِمّا يَسُرُّ
عَطْفًا ومودّةً
ذلك الذي
حتّى إن أعوزَهُ الوقتُ
يَفسَحُ لك دائما المكانَ
لتجلسَ حذْوَهُ
ليتحدّثَ عنكَ
ليتحدّثَ عن ذكرياتِ
أيّامِكَ السّالفةِ
ليُطرِّزَ
تلك القُمصانَ الباليةَ
التي لبسناها كلُّنا
بناتٍ وأولادًا
ليُدخِلَ البهجةَ
على نفوسِ الآباءِ
لكنَّ الشّاعرَ
الذي كان يمرُّ
من هناكَ
ليس هذا فحسبُ
بل هو أيضا
ذلك الذي
عصفتْ به مثلكَ
تقلُّباتُ الزّمنِ
هو رجلٌ
كأيُّها الرّجالِ
تخلُبُ فؤادَهُ
مشاهدُ غروبِ الشّمسِ
دون باقي
أوقاتِ النّهارِ
والصّيفُ
دونَ الشّتاءِ
والابتسامةُ
دون البكاءِ
لكنّه مهما كان الأمرُ
دائمُ القُرْبِ منكَ
ليلقِّيَ كتفَهُ
لِمَا يسيلُ
من دموعِكَ
يقينًا منه
أنّ الإنسانَ
في هذه الحياةِ
عابرُ سبيلٍ
وأنّ الإنصاتَ إلى الذّاتِ
مفيدٌ للآخرِ
فيكتبُ لكَ
كلماتِ وُدٍّ ومحبّةٍ
كلماتٍ من تلك التي
تلهجُ بها الألسنُ
في كلِّ يومٍ
فينقلُ إليكَ
في لحظةٍ
فلذةً من كيانِهِ
لأنّهُ
يأخذُ كفايتَهُ من الوقتِ
ليُسعدَ الذين
يلوذون بالشّعرِ
ليتصالحِوا مع ذواتِهم
وليقولَ لهم
بكلِّ نقرةٍ
على أوتارِ قيثارتِهِ
إنّه اليومَ هنا
وإنّه سيكونُ غدا هناك
لكنّكُمْ لن تَرَوْني أبدا.
لقد تعلّمتُ
أنّ أجملَ الأحداثِ
ما يطرأُ مصادفةً
وما لا ننتظرُهُ بتاتًا
لهذا أريدُ لقاءَكَ
فاكتبْ إليّ يا صاحِ
اكتبْ ولا تمَلَّ
وَفقَ ما تسمحُ به
صُروفُ الدّهرِ
فسنلتقي
وسنتحابُّ
بكلِّ صدقٍ
لأنّ هذه هي الحقيقة
**********************
أسطورةُ الفنّانِ
اُنظرْ
نحن نكتبُ دائما
عند غروبِ الشّمسِ
هل هي أسطورةُ الفنّانِ
الذي يجري خَبَبًا في داخلِنا
حين نبوحُ بهمومِنا
لقلوبنا؟
مرحبًا بك أيّها الفنّانُ
في بيتِنا،
في عالَمِنا الآخرِ
الذي يسيل فيه حِبرُ أهوائنا
الحبرُ الذي لا يُمحَى
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads