الرئيسية » , » قصائد | مونيكا دال ريو | ترجمة محمد صلاح بن عمر

قصائد | مونيكا دال ريو | ترجمة محمد صلاح بن عمر

Written By هشام الصباحي on الخميس، 7 مايو 2015 | مايو 07, 2015


مونيكا دال ريو
ولدت مونيكا دال ريو بفرصوفيا ( بولونيا).زاولت دراستها بأكاديميّة فريديريك شوبان بفرصوفيا ثمّ بدار المعلّمين العليا للموسيقى بباريس. هي متعدّدة المواهب، إذ هي عازفة محترفة على البيانو ورسّامة وقصّاصة وروائيّة وشاعرة. في مجال العزف على البيانو هي متخصّصة في سمفونيّات شوبان ،ذات شهرة عالميّة ، إذ تقدّم حفلاتها على انفراد أو رفقة عازف آخر على خشبات أكبر الفضاءات الموسيقيّة في العالم .أمّا في ميدان الرّسم فهي متأثرة بالمدرستين : الانطباعيّة والتّجريديّة.وأمّا نصوصها السّرديّة – ومعظمها بلغتها الأمّ البولونيّة - فهي تتنزّل في اللّون التّجريبيّ وتستثمر فيها، على نحو واسع، الكابوس واللاّوعي لاعتقادها أنّ الحياة التي نعيشها ليست سوى حلم وأنّ الرّوح التي تسكنها هي روح إنسان آخر عاش في عهد غابر منذ آلاف السّنين .وأمّا شعرها - و إن كان متأخّرا إذ لم تصرف إليه جهدها إلاّ في السّنوات الخمس الأخيرة وتحديدا منذ استقرارها بأديسا بابا ( أثيوبيا )، فهو أشبه ما يكون بالانفجار.ذلك أنّها في هذا الظّرف القصير نسبيّا كتبت أكثر من مائة قصيدة.أغراضيّا لا يخرج شعرها البتّة عن شواغلها النّفسيّة والوجوديّة التي بيّنّاها أعلاه.أمّا أسلوبيّا فتُلمح فيه بوضوح آثارُ مواهبها الأخرى لاسيّما المهجة السّرديّة التي تسمه على نحو عميق والجوّ السّمعيّ وفيض الألوان اللّذين يسبح فيهما.وهو ما يجعل الحدود القائمة بين الأجناس الأدبية والفنون تنهار في قصائدها تلقائيا دون حاجة إلى تمشّ منهجيّ مخطّطا له مقدّما .
لها روايتان : الكوابيس المزعجة للمفتّش دجين ( بالبولونيّة)، فرصوفيا 2006 – على أرصفة باريس ( بالفرنسيّة) ، دار إشراق، تونس 2011.
ومجموعتان قصصيّتان : وإذا لم تكن الحياة سوى حلم ( بالبولونيّة)، فرصوفيا) ، 2006 ثم ترجمها إلى العربيّة محمّد صالح بن عمر، تونس 2002 – على سواحل قرطاج ، ترجمها إلى العربيّة محمّد صالح بن عمر، تونس 2005.
مُعلَّقةٌ في خيْطٍ
كعنكبوتٍ صغيرةٍ
أظلُّ خفيّةً على الأبصارِ
وأنا مُعلَّقةٌ في خيْطٍ
بين السَّحابِ والأرضِ
كعنكبوتٍ صغيرةٍ
تنتظرُ قطارَها
نحو السّماءِ
أو الجحيمِ
وَفْقَ اتّجاهِ الرّيحِ
الذي ستختارُهُ الأقدارُ
ومع ذلك لم أزَلْ
أصارِعُ
التّيّاراتِ الجارفة
والأجواءَ المُكْفهرّة
والخطَرَ الدّائمَ المُحْدِقَ
وقد ترتخي مفاصلي
أحيانًا
فيأخذني النُّعاسُ
وأستسلِمُ
لهدهدةِ غناءِ عذبٍ
ساحرٍ
آسِرٍ
يحملني
على زربيّةٍ طائرة
إلى بقاعٍ بعيدةٍ
فيها
تَسُودُ المحبّةُ بين النّاسِ
ولا يمنعُ الحُلْمُ
ولا تُسْمَعُ قهقهةٌ
لضِباعٍ ساخرةٍ
لأنّها حينذاكَ
ستذرفُ
دموعَها الحَرَّى
على جثّتي
************************************
السّماءُ تنفطِرُ
السّماءُ تنفطِرُ
لشدّة ما يعتملُ في باطنِها
من مشاعرَ متضاربةٍ
الآلاتُ النُّحاسيّةُ
تعزفُ لحنَها المنفردَ
والحبُّ يرتدي ثيابًا داكنةً
هذا المساءَ
ومضاتُ البرقِ
لا تضيءُ الحياةَ
وفي هذه الزّوبعةِ
أراكَ قصيرَ القامةِ ، مهزولاً
بعينيك الواسعتيْنِ
المتدفّقَتين دمعًا
ورغبةً
تَدَفُّقَ جدولٍ
يجرفُ معه الرّبيعَ
وكلَّ القلوبِ
إنّكَ تفتنُني
فأنجذبُ نحوكَ
متعقِّبةً خُطاكَ
تحت مطرٍ من النّجومِ
ثمّ أنصرفُ تحت جَناحِ اللّيلِ
متوغِّلةً في الظّلامِ
مُحتبٍسةَ الأنفاسِ
فما أعذبَ الوجعَ
وألطفَهُ
حين تكونُ بجانبي
وهذا يكفيني
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads