الرئيسية » » أنا بَذْرَةٌ سقطتْ من طائرٍ سماويٍّ | حمدان طاهر المالكي

أنا بَذْرَةٌ سقطتْ من طائرٍ سماويٍّ | حمدان طاهر المالكي

Written By هشام الصباحي on الخميس، 7 مايو 2015 | مايو 07, 2015


حمدان طاهر المالكي
ولد حمدان طاهر المالكي سنة 1969 بمحافظة ميسان ( العراق) ويقيم ببغداد.هو من جيل الشّعراء العراقيّين الجدد الذين نشؤوا في ظلّ الحرب وفظائعها والأزمات السّياسيّة وويلاتها. للقصيدة لديه كلّ مواصفات الرّؤيا ، لاسيّما القدرة على اختراق حدود المكان والزّمان وهدم الحواجز القائمة بين الواقع والخيال طردا وعكسا، على اعتبار أنّ الواقع الذي يعيشه بلغ من السّريالية واللاّمعقول حدّا جعله أوغل في العجائبيّة من الخيال نفسه .وقد وسمت هذه التّجربة خطابه بمياسم الألق الفنيّ والإبهار.
مجموعاته الشّعريّة :
سماء بقلب شاعر، دار الحوراء للطّباعة والنّشرـ بغداد 2010 - رائحة السّماء، دار مصر مرتضى للكتاب العراقيّ 2011 - نخلة الحلم عن دار ومكتبة عدنان، بغداد 2013 - مجرد شجرة ،دار ومكتبة عدنان، بغداد 2014.
أنا بَذْرَةٌ سقطتْ من طائرٍ سماويٍّ
أنا بَذْرَةٌ سقطتْ
من طائرٍ سماويٍٍّ
فأينعتْ في أرضٍ غريبةٍ
حمّلتْني المشاحيفُ
نشيجَ النّايِ
وتوارتْ خلفَ حَنجرةِ المغنِّي
خبّأتْني الأُمُّ في رحِمِ الحروبِ
فكنتُ وليدَها المقتولَ
من دونِ قتلٍ
أنا ابنُ هذا الموتِ
لكنّ الحياةَ تنغِّصُ عليّ
سكرتَهُ اللّذيذةَ
***************************
أيّها الغريبُ
أيّها الغريبُ الذي ملَّ الوقوفَ
على الأبواب .
أنا مثلَك أيضًا غريبٌ .
تعالَ نمضي .
هناك صَوْبَ الأرضِ الوحيدةِ
الأرضِ التي تنتظرُنا .
وبلهفةِ غريقٍ
نُمسكُ أطرافَ العتَمةِ
ونمضي بعيدًا
***********************
غناءٌ وصوتٌ غريبان
غناءٌ وصوتٌ غريبان يَصْعَدان بكَ
إلى أرضٍ غريبةٍ
ثمَّةَ بيتٌ يُشبهُ بيتَكَ
وامرأةٌ تُشبهُ أمّكَ
والصِّغارُ الذين يلعبونَ
في باحةِ البيتِ
كأنّهم أطفالُكَ
لكنّكَ لا تستطيعُ دخولَ البيتِ
ولا تستطيعُ أن تتحسّسَ وجهَكَ
فقط تذكَّرْ أغنيتَكَ الوحيدَةَ
تذكَّرْها
واترُكِ الصَّوْتَ هنا
وحيدًا
***********************
الشّارعُ الذي احتفلَ بقدومِكَ
الشّارعُ الذي احتفلَ بقدومِكَ
صارَ مُتحَفًا للعطورِ النّادرَة
أمّا أنا
فما زلتُ نَدْبةً صَمّاءَ
أبحثُ عن صوتِكَ الهائلِ
صوتِكَ الذي
تَعلمَّهُ الحمامُ
فابيضَّتِ السّماءُ
***
وجهُك رغيفٌ ساخنٌ
سقطَ من الفردوسِ
**************************
مُذْ عُلِّقَ رأسُكَ فوقَ الرّماحْ
مُذْ عُلِّقَ رأسُكَ
فوقَ الرّماحْ
أعني فوقَ القلوبْ
ورأسُ العراقِ وحيدٌ
تَحُزُُّهُ سكاكينُ كثيرةٌ
ورصاصٌ أعمى
يحجِبُ رؤيا العالَمِ
العالمِ الذي يتفرَّجُ علينا
مثلَ فِلْمٍ طويلٍ
ويمضي إلى النّومِ
وهو يحلُمُ بنهايةٍ مقنعةٍ
************************
من النّافذةِ الوحيدةِ يُطِلُّ وجهُكِ
من النّافذةِ الوحيدة
يُطِلُّ وجهُكِ
الغيمةُ أورقتْ مطرًا
يُشبهُ رائحتَكِ
النّهرُ يشبهُكِ كثيرًا
أمّي أيضا تُشبهُكِ
أيّتها العاليةُ مثلَ ملاَكٍ
والقريبةُ كدمعةٍ
***************************
شجرةٌ وحيدةٌ استظلَّ بك الحالمون
شجرةٌ وحيدةٌ
استظلَّ بك الحالمون
للخلاصِ من سعاداتِهم المُزْمِنةْ
وحطَّتْ عليكَ الحمائمُ الهاربةُ
من عيونِ الصّيّادِ
ورفرفتْ حولكَ أرواحُ الشّهداءْ
وهي تمسحُ عتمةَ اليقينِ
برشفةِ الضّياءْ
وأنت هنا يقيِّدُكَ
صوتُ الرُّعاةْ
تستيقظُ على وقعِ الحُلمِ
وتنسى أنّكَ شجرةٌ
مجرَّدُ شجرةٍ في جَنّةٍ غريبة

حمدان طاهر المالكي.
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads