الرئيسية » » زهرتان في رسالة | كينيث ريكسروث

زهرتان في رسالة | كينيث ريكسروث

Written By Lyly on الخميس، 8 يناير 2015 | يناير 08, 2015

1

يخترق الحبُّ قلبي
يمزّقُ أعضاءَ جسدي
تخنقني تشنجاتُ التوق
ولن تتوقف


2

لو فكرتُ أنني أستطيع الإفلاتَ
والمجيء إليكَ
ستكون عشرة آلاف ميل مثل ميلٍ واحد
ولكن كلينا في المدينةِ نفسها
ولا أجرؤ على رؤيتكَ
وميلٌ واحدٌ أطول من مليون ميل


3

يا لألمِ هذه اللقاءاتِ السرّية
في عمقِ الليل
أنتظرُ والبابُ مفتوح،
فتأتي متأخراً، وأرى ظلّكَ
يتحرك عبرَ أوراقِ الشجر
في أقاصي الحديقة
نتعانق، بعيداً عن أعين عائلتي
أنتحب ووجهي بين كفيّ
ردناي مبللان الآن
نمارس الحب، وفجأة
تلوح نار المراقبة
بصوت أجراس وفانوس
ما أقساهم
حين يظهرون في لحظة مثل هذه
أشباحهم تصيبني بالخيبة
فأثرثر بكلام لا معنى له
ولا أستطيع التوقف عن قول
كلمات لا رابط بينها


4

تسألني ما الذي فكّرتُ فيه
قبل أن نكون عاشقين
الجوابُ سهلٌ؛
قبل أن ألتقيكَ
لم يكن لديّ ما أفكرُ فيه


5

كلانا فحسب
في بيتنا الصغير
بعيداً عن كلِّ إنسان
بعيداً عن العالم
وصوتُ ماء ينساب على صخرة
وعندئذ أقول لك،
"أصغِ، اسمع الريحَ بين الأشجار"


6

توقظني
تفتح فخذيّ، تقبلني
أمنحكَ ندى
أول صباح من صباحات العالم


7

صقيعٌ يغطي قصبَ المستنقع
يتخلله هبوبُ ضبابٍ خفيف
يفرقعُ الأوراقَ الطويلة
قلبي يخفق مسروراً


8

تعال إليّ مثلما تجيء
بنعومةٍ إلى سريرِ الجمراتِ الوردية
لمدفأتي
متألقاً عبر ليل غابة سجينة


9

متمددة في المرج، مفتوحة لكَ
تحت شمس الظهيرة
دخانٌ خفيف يخفي
نصف بتلات وردتي


10

مسفوعاً بالحب، يصرخ صرارُ الليل
عالياً، وأنا صامتةٌ مثل يراعةٍ
جسدي يذوب حباً


11

لننم الليلة هنا معاً
من يعرف أين سننام غداً؟
ربما سنتمدد في الحقول غداً،
ورأسانا على الصخور


12

نيرانٌ
تلتهب في قلبي
لا دخانَ يظهر
لا أحدَ يعرف


13

أمضي النهارَ متوترة
حالمة بكَ في يقظتي، وأرتخي مبتهجة
حين أسمع في الغسق
أجراسَ المساء تدقّ من معبدٍ إلى معبد


14

في كل صباح
أستيقظُ وحيدة، حالمة بأن
يدي هي جسدكَ العذب
ضاغطاً على شفتيّ


15

أنا حزينة في هذا الصباح
الضبابُ بالغ الكثافة
ولا أستطيع رؤية ظلكَ
وأنت تمرّ ببابي


16

كم حياة مرّت
منذ أن دخلتُ سيلَ الحب لأول مرة
لأكتشف أخيراً
أن لا وجودَ لساحل أبعد
ومع ذلك أعرف أنني سأدخل ثانية.. وثانية


17

زهرتان في رسالة
القمرُ يغرق بين التلال البعيدة
الندى يبلّلُ أعشابَ البامبو
وأنا أنتظرُ
يغني الصرار طيلة الليل في شجرة الصنوبر
أجراس المعبد ترنّ في منتصف الليل
الأوزُ البرِّي يطلق صراخه في الأعالي
ولا شيء غير هذا


18

كم من زمن طويل.. طويل، مرّ
عند جسر نهر أوجي
منذ اندفعنا بزورقنا
عبر غيوم من يراعات


19

الآن، يراعاتُ شبابنا
ذهبت كلها
بفضل المبيدات الفعالة
لمنتصف عمرنا


20

هل أخذتني لأنك أحببتني؟
هل أخذتني من دون حب؟
أو أنك أخذتني
فقط لتجرب قلبي؟


21

توهجتُ مرة بعيداً مثل
جبل يغطيه الجليد
أنا الآن ضائعة مثل
سهم أطلق في الظلام
ذهبَ، ويجب أن أتعلم
كيف أحيا وحيدة،
وأنام وحيدة مثل ناسك
مدفون في الغابة
سأتعلم كيف أمضي
وحيدة مثل وحيد القرن


22

هذا الجسد الذي أحببتَ
هشٌّ، لا يستقرّ بالطبيعة
مثل زورق بلا مرساة
نيران صيادي الغاق
تتوهج في الليل
وقلبي يتوهج مع هذا الألم
هل تفهم؟
حياتي تتسرب
هل تفهم؟
حياتي
تتبدد مثل أوتاد
شباك الصيد في مواجهة التيار
التيار في نهر أوجي والضباب
يأخذانني


23

ليلٌ بلا نهاية، وحدة
الريحُ تجرف ورقة شجرة قيقب
نحو بابي، وأنا منتظرة مثل الأيام الخوالي
في مكاننا السرّي، تحت القمر المكتمل
صرار الليل يغني آخر جرس
وجدتُ رسائل حبك القديمة
ممتلئة بقصائد لم تنشرها أبداً
هل هذا مهم؟
رسائلكَ لم تكن إلا لي


24

وأنا نصف حالمة
أعي
بأن أصوات صرار الليل
تضعف مع تقدم الخريف
إنني أندبُ هذه السنة
المتوحدة العابرة
وسنتي لأنها
تصبح أضعف وتتلاشى


ترجمة عن الإنجليزية: محمد الأسعد

- See more at: http://www.alaraby.co.uk/culture/e10957d4-c91e-45a3-9bcd-ed6c1400133e#sthash.dlTDWESH.dpuf

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads