أتحصّن بالكراهية..
ضد الحب ..
الحب كالأفعى وكالثلج ..
متفلّت ..وله مشابهاتٌ كثيرة ..
يدلف إلى قلوبنا تماما كما دلف الشيطان إلى الجنة ..
الكراهية
نبيلة وواضحة ..
وادعة ..
تفصح عمّا تريد من غير تلوّن ..
ومن الممكن لأرواحنا
ضبطها وقتلها في أي وقت
كما تضبطُ سيدةٌ ماكرةٌ فأرًا طفلا في سلالِ الخزين ..
أتحصن بالملح ضد الورد ..
وبالبرد ضد الدببة ..
الملحُ أبيضُ وناصع
لا يذبل ولا يموتُ
يحتفظ بالذكرى كاملةً،
يحتفظُ اللحمَ ولا يجرحه
وليس هكذا يفعل الوردُ
البرد على كل شراسته
وحروبنا غير الشريفة معا
لا يتنكّر للدببة ..
يترك لها المتسع كاملا
في أن تحتفظ بالشحوم
أحزانا متوهّجةً أسفل جلدها
أو أن تهرب لأقرب مكتبة .. في انتظار من يقترض من أصدقائه
ليحملها إلى حضنٍ دافئ وسرير ..
سيغادرهما عندما تُفْسَخ الخطوبة !
أتحصّنُ بالأسود ضد الوردي
يذبل الوردي ..
فيتنكّر للأصابعِ والنوافذ ..
بينما الأسود ..
هادئٌ .. ورَحْبٌ
لا يعدُ إلا بما يستطيع ..
بإمكانه وحده إيواء الآخرين -إذا وعد فعلا بهذا-
بإمكانه وحده ألا يمكر .. فيصير أقل أو أكثر سوادا
بإمكانه أن يتقبّل هزائمه بنُبل ..
فيرفع القبعة أمام لطمة وحيدة
لشعلةٍ طفلةٍ
وينسحب في هدوء ..
أتحصّنُ بي ضد الذي لا يُسمّى..
ولمَ لا يسمّى ..؟
أنا أتحصّنُ بجرأتي من أن أتنكّر لاسمهِ
أو أخافُ اسمَهُ ..
اسمه الحنين ..!
ـــــــــــــــــــ
من ديوان " إثرَ بلطةٍ في القلب"
يصدرُ قريبا
