الرئيسية » » أقفز كالدراويش العرايا... أشرف الجمّال

أقفز كالدراويش العرايا... أشرف الجمّال

Written By هشام الصباحي on الخميس، 9 أكتوبر 2014 | أكتوبر 09, 2014


أقفز كالدراويش العرايا... أشرف الجمّال
 ...............
هذا القماش الأبيض
بنت الجيران
صنعت منه ثوبا لعرسها
جارتنا الأرملة
في الشارع المجاور
تخيط منه كفنا .

***
الفارس  ....
تهجره العشيقة
إذا لم يكن له جواد
الجواد  ....
 -
وإن بعُدت الشُقّة  -
على ظهره
يعود بصاحبه ميْتاً  .

***

ما أكتبه .. لا قصائد يقرأها الناس
ولا شعر ينظم ساعة تجلٍ
فقط ..
أتحدث مع الله
الذي دون جدوى حاولت أن أراه
أبكي أمامه وأضحك
وأرحل كالأطفال غاضبا ..
....
....
بالطريقة التي ... لم يتعلم
الحزانى سواها  .

***

كل وردها لك
وكل شوكها لي
الذكريات التي بيننا
ومع هذا
في صفك تقف .
***

زنزانةٌ بلا نافذةٍ
قلبٌ ليس فيه حبيبةٌ
لحمٌ عالقٌ بخنجر
عاشقةٌ خانها المحبوب

***

الأنثى
ما لا تود أن تعطيه
تمقت من يغتصبه
القصيدة أيضا  .
***

قصائد
أدفع من دمي ثمن اشتعالها
عادةً لا تقرأينها
مجّانا ..
تتفحم  .

***

إثر رحيلك
ورغم هذا الضجيج سائر الأرجاء
لماذا ظَلا يتيمين في بيتي
يثيران دموعي وحزني
حماّلة صدرك على الرفّ
وإصبع الروج منكسر القلب
أمام المرآة  .

***
مَن يصغي لمن
أصابعكِ
أم أوتار العود ؟

***
لا أتحدث بطريقة يفهمها كل الناس
الأفكار العظيمة لا ينبغي للكل أن يفهمها
 
." هذا ما يقوله خلخال بنت الجيران و هي تخطر في الملاية اللف "

 *****
أمواج المحيط
وهي تضرب الصخور كقصف المدافع
تذكر قلبي بمآسيه
أمام نهديكِ  .

***


***
الضباب
دموع المدينة
والعاشقة على الطرقات
عصفورة تنادي غائبًا
لن يعود  .

***

كيف تعلمت هذه القطة
أن تتحول إلى امرأة  .

***
لا أحد يسكن هذه الجبال
هذا البراح
والمروج المبللة بالندى
وعطر الزهر البري ..
سواي
هكذا كنت - ثمِلاً - أغنّي
وأنا أرفرف  ..
بين نهديكِ  .

***

حرقة التوابل
أم جحيم الرمّان
أم النهر السابح بينهما
تتخير
القلادة المتدلية إلى نهديك .

***

قرموط صغير
تجرفه الأمواج الثائرة للمحيط
هذا حالي
عندما أرى خصرك يوقّع خُطاكِ  .

***

كل القصائد التي أكتبها
لا تخصني في شيء
أنا لست شاعرا أصلا
حسبي أن أكون
منتحلا لجسدكِ  .

***

دافيد هيوم
أنكر السعادة .. كما أنكر النفس والعلم
أنا أيضا أنكر كل هذه المعاني ..
إلى أن أذوقها في رضاب ثغرك  .

***

عن طيب خاطر .. مزقتُ رواية ماركيز
خريف البطريارك
هديّتك لي يوم التقينا
حين سألتك عن أهم رواياته
فعددتِ الكثير .. ولم تذكريها .

***

الشعراء كذابون ... أكثر من كل البشر
لكنهم يتامى وإنسانيون
أكثر من كل البشر .

***

أريد أن أموت في سكينة المنفى
وشرود سفينة مبحرة نحو المجهول
دون أن يتألم أحد لفقدي
أو أتألم لفقده
كوردة نبتت دون صخب
بين صخرتين
في عزلة البراري
يسقط عليها المطر فتنمو
تقطفها الريح فتطير بعيدا
وتفنى بسلام .. في ذرات العالم  .

***

صديقتي الحبيبة اختارت أن يكون ضيفها القمر هذه الليلة .. أما أنا ...
فاخترت أن أسير على الطرقات في دربها المظلم .. لا أفكر في الأقمار ولا في ضوئها المراوغ .. ولا أرغب في ملائكية ممضة .. وإنما أقول الشعر وأقفز كالدراويش العرايا تحت المطر ..
منتشيا باتحادي مع الظلمة وعري الحياة  .

***


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads