الرئيسية » » إلى من قال لي | منى الرزقي

إلى من قال لي | منى الرزقي

Written By هشام الصباحي on الخميس، 9 أكتوبر 2014 | أكتوبر 09, 2014

إلى من قال لي :
لا حاجة بي إلى تذكيرك
من يكتب عن الحمام عَدُوّ الحمام
من يكتب عن النهر يَلَغُ في البرك
لا تصدقي أحدا...
مازلت أحاول ردم هذه الهُوَّة التي يسمونها "حياتي"
تلك التي صارت شبيهة بجرف صخري يتوسط حوض أسماك جاف
من نصف عمر و أنا أنتظر وصول الماء للجرف لكن الماء لا يصل
أتوسد أحجاري كل ليلة و أنام..
أعدو في منامي محفوفة بأطياف نزقة و كقاطرة مكشوفة
تفتح جوانحها للريح أفتح لِلَيْل الكوابيس خرائب روحي
أصحو مهشمة كوعاء زُؤَان مكسور في ما يقف أهلي
كسحرة معبد آمون عاجزين عن تأويل ظلال منامي
السرير_كما دوما_ جوار النافذة ,
شجرة الخوخ في فناء البيت لكن البيت تَسَلَّمَهُ الغرباء
لم أجد صوتا لأوصيهم بأشيائي الصغيرة خيرا
كأن لا يكسروا الأصيص الذي زرعت فيه صدى ضحكتك في الشتاء الأخير
صرت أشتاق ذاك السرير الذي لم تَره
و تلك الوسادة التي لم تُرح فوق منامها رأسك
و ذاك الغطاء الذي لم تَدُسَّ في أنحائه تعبك..
بت أرى العالم فرنا ساخنا و أنا فيه
صرت أبحث عن لئام يكيدون لي هربا من أحبة يشفقون علي
الشفقة أثقل من أن تحتمل
أنا و معي اللاشَيْء في اللامكان ,
أقول للحظّ ما قاله المسيح ليهوذا " تَخَلَّف عني يا شيطان ، إنّ عرشي يفوق بصيرتك"
عرش الشاعر خيالاته و أوجاعه , المجد لا يصنعه الحظّ إنّما تصنعه الحرائق
أدركت هذا و أنا أرقبك من بعيد في ما كنت منشغلا باشعال نار هائلة في الفناء الخلفي من غابات خيالاتك.
كنت آمِن السِّرْبِ تغمس أصابعك في الصمغ الساخن
_بعيدا عن الضجيج_ و تكتب..
يا إلهي كيف باغت بقليل من الصمغ أسراباً من الطَّيرِ
و أقنعها بأن تبني بدلا من أعشاشها التي أتت عليها النار أعشاشا داخل روحه!!
يا إلهي _من أجل قصيدة نثر واحدة _ كم غابة أحرق الفتى ؟؟
إليك إذا تأويل ظلال منامي ,
أنا من يجدر بالرب أن يرمم خرابها بأحجار شعركَ
يجدر به أن يوفر بنائين يحملون جلاميد الصخر من قيعان قلبكَ ووديان صوتكَ
ليبنوا بها خراب صوتي و أطلال قلبي
سلام عليك و قد خانك الوقت مثلي
لا بيت لا حظ لا صحب لا لحظة ناعسة
تزوجت في الهاتف الخلوي مرارا
فأنجبت حلمين هَدَّهما التعب...
منى الرزقي (تونس)
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads