الرئيسية » » " السينفونية رقم 18 ... عادل الحرَّاني "

" السينفونية رقم 18 ... عادل الحرَّاني "

Written By هشام الصباحي on الخميس، 9 أكتوبر 2014 | أكتوبر 09, 2014


" السينفونية رقم 18 ... عادل الحرَّاني "

..........................................
تقول القِرَدَةُ العليا .. فـ البدء كانت الجغرافيا ونحن نعمل فقط على إعادة التوزيع التاريخي واستبدال بعض الآلاتِ الموسيقية بالأخرى ..
ولا بأس أن تدخلَ البندقية كـ آلةٍ جديدة .....ذلك منذ مقتل هابيل وجاليليو وابن رشد
يصرخُ المايسترو لتضمين هذه الأسماءِ فـ النوتةِ الموسيقية دون إذن يستدعي ذلك ويؤكدُ أن عازفَ البيانو يخرجُ عن مقامِ التأويل ويحرضُ الحاضرين على التصفيق
لكن عازف البيانو يؤكد أن هذا العالمُ يتحولُ بطيئاً إلى هيكلٍ عظمي ولا شك أنه يحتاج لمزيدٍ من التدليك لعموده الفقري كي تنتصب فيه الذاكرة ...
وأنَّ الحيتانَ التي انتحرت هنالك فوق مقامِ التمرد لم تكن تعرف الإبداعَ وبعد التشريحِ كانت قلوبُها مُغلقة ولم تكن على الناحيةِ اليسرى من العالم .....
هذا العالمُ لا يستوجب الإستماع فقط ..بل يستوجب العزف
يصرخُ المايسترو .. ومال الموسيقى والسياسة
ويؤكدُ العازفُ بموسيقاه أن الملائكة وإبليس مارسوا السياسةَ منذ أمر السجود
وأن أحدبَ نوتردام لم يكن هو الأقوى في عالمٍ يمتلئ بمؤخراتِ القرود
كانت الموسيقى تخترقُ حوائطَ القاعة نحو الخارج .. والمارةُ يجرون أمامها وهي تنزعُ عنهم الأردية ......
الموسيقى تكسر زجاجَ نوافذ غرفتي وتدخلُ تبعثرُ الأوراقَ بحثاً عن ثلاثين نوتةً موسيقية في أدراجِ مكتبي كي تصلَ إلى التاريخِ المسكوتِ عنه
وأنا مازلتُ أرسمُ
والأشجارُ التي رسمتُها في صفحةِ الرسمِ
تخرجُ .. تجري ورائي
رُبما لأنني
لا أهزُّها
أو أصعدُها
ولا أبني عُشاً فوق جناحِها
ولا عصافيري
تُطارحُها الغرام .......
وهنالك في ميدانِ الدُّمى راحت تلتفُّ الموسيقى حول الفاترينات
فتخرجُ الدُّمى من خلف الزجاج
لم تعد تنتظر 
العابرينَ
لم تعد تنتظر
العينَ التي
لم تأتِ ابداً
وهي الآانَ
ستحاولُ أن تتكلم
كلامَها الخاص
سوف تتحررُ
من رتابةِ البرمجة
وتخرجُ
عن النَّص
تماماً
وتنزعُ كلَّ الأردية
دون رداء .......
وكنتُ في غرفتي أبني الماءَ فوق الماء .. كي لا يصيرُ بين الماءين ماء .. عرفتُ حين لمستُ الأبيضَ فلم أر الأشياء .. وأدركتُ أن ثمة حرب دون قتل .. ربما هي حربُ الغناء .........
يخرجُ التاريخُ من الأوراقِ يقول .. لا موسيقى في لحظةِ القتل
عمليةُ القتل خرساء
لا تعرفُ الكلام ...........
القاعةُ خالية تماماً من الحاضرين دون عازف البيانو والشوارعٌ خالية من المارة وثمة صوت ....
هل كان يجب أن أرسمَ عشرين صورة للشفتين كي تتحركا بسرعة تناسبكَ لأقول لكَ - بطريقةٍ كرتونية أنني أحبكَ ..... ؟
- تقول المرأةُ التي تحمل في يديها البامفلت لـ عازف البيانو -
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads