الرئيسية » » مَنْ أرادَ السماءَ، فلتكنْ له | محمد شمخ

مَنْ أرادَ السماءَ، فلتكنْ له | محمد شمخ

Written By هشام الصباحي on الخميس، 9 أكتوبر 2014 | أكتوبر 09, 2014

مَنْ أرادَ السماءَ، فلتكنْ له، 
أمَّا أنا فأحبُّ الأرضَ، أحبُّ أنهارَها، وأشجارَها، أحبُّ الصيفَ، أحبُّ الهواءَ..

أحبُّ أنْ أكونَ طفلًا يضحك مِنْ غَير سبب، 
ويخطىء كثيرًا، 
ويُلقى حَصاةً فِى النهرِ لتصنع دوائرَ لا تنتهى.. 
أحبُّ أنْ يفاجئنى المطرُ فِى طريقى، 
وأن أتكورَ فِى فِراشى أحيانًا كَصُرَّة، وأن أنفردَ فيه أحيانًا أخرى كَشِراع..

أحبُّ أن أكونَ كهْلًا، ينتظر طويلًا كىْ يعبر الطريقَ، ويضحك كلَّما داعبته ممرضة المستشفى العام . ويصحو فى الليل يراجع أوراقَه التى فى جيبه..

أحبُّ أن أنظر لأعلى، لأرى غيْمًا يتشكل كَمَا يحلو لِى، 
وأرى عشًّا للعصافير، يهتز بوهن، ويوشك أن يسقط خلف ظهرى، وأرى امرأة فى شُرْفتها مُبتلة الشَعر، وحوْل جفنيها أثر النوم..

أحبُّ أنْ أنظرَ لأسفل، وتحت درجات السلم، لأراقب نكاحَ القطط، وأنْ أشتمَ صَديقى لتأخره عن المقهى، وأن نطلب الشاى بعنجهية، ونراقب مؤخرات النساء..

كَما أنَّ السماءَ ليستْ بها نَشرات جوّية، أو إخبارية، 
ولا حتى أحذية للمطر، 
أو أعشاش للعصافير.


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads