الرئيسية » » العاري | إبراهيم الحسين

العاري | إبراهيم الحسين

Written By هشام الصباحي on الخميس، 16 أكتوبر 2014 | أكتوبر 16, 2014

العاري

وحدَه العاري من لا يدرك عمق عُرْيه ولا يعرف مداه
ووحدَه من يلقي أعضاءه واحدا واحدا فيه وينتظر ارتطامها بقاعه
وحدَه من ينقض نظرته ويلقيها بعيدا عنه خشية أن تغطّي قدميه الممدودتين في العُرْي
وحدَه من يكمن لنظرته خلف عُرْيه ويقطع عليها الطريق قبل أن تمتدّ بعيدا وقبل أن تعود وعلى ظهرها ما يفسد عليه عُرْيه، قبل أن تثقل وتكسره عليه، قبل أن تطول وتنمّ عنه..
وحدَه المقيم في العُرْي الناهض به، كلما هبّ الهواء امتحن جذوره
والذي أصابه العُرْي لا يستطيع انتزاعه منه
والذي تعرَّى تماما، لا يهمّه أن يعرف منذ متى وهو يتعرَّى
والذي ضُرب بالعُرْي عارٍ وعار
والذي ينال حظه من العُرْي لا يكفيه ويتطلّع إلى عُرْي غيره أعلى منه ويطلبه
والذي لا يتعرَّى من نفسه لا هو عار ولا أثر له على طريقه
والذي يتعرَّى عُرْيه ويصل إليه يرى كلماته تدبّ على عُرْيه ويحسّ بقوائمها على وجهه
والعاري هو العاري والواضح بكل تفاصيله ولا لبس فيه
والعاري هو العاري الذي يجئ ولا شيء عليه
والعاري هو العاري الذي لا ممرّ إليه ولا باب له سوى عُرْيه
العاري هو الذي لا يقبل بغير اسمه
والعاري إذا تعرَّى لا يخشى على عُرْيه ولا يقلق بشأنه
والعاري هو الذي يجئ دائما مع عُرْيه
العاري إذا بلغ غاية عُرْيه تعرَّى
والعاري إذا تعرَّى لا يقول: اﻵن تعرَّيت
والعاري هو العاري الذي لا يتحدث عن عُرْيه ولا يسمع عنه
والعاري هو المنادَى الذي لا يجيب
والعاري إذا دخل عُرْيه لا يخرج منه..
وإذا ولج عُرْيه أغلقه عليه
يتعرَّى العاري وكأنه لم يتعرَّ
عُرْي العاري هو صوته ومرآته
لا يقف العاري إذا مشى في عُرْيه ولا يلتفت وراءه
العُرْي ضالّة العاري التي لا يجدها أبدا
العاري في تعرٍّ دائم
عُرْي العاري طويل ذو مشقة وأهوال
وأقدام العاري لا تدب إلا في عُرْيه،
جسده يتحيّنه وعيونه تتحرّاه
العُرْي كنز العاري لا يكفّ عن البحث عنه ولا يهدأ أو يتوقف عن مناداته.


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads