هاربين من جزادين آبائهم
يستدرجون المدنية من القواميس
حريّةً،
وعلى الأرصفة
في الساحات
لا يستريحون إلاّ في ذاكرتهم.
إنهم صغارٌ كُرْدٌ
سيماهم في شتائمهم.
هو السوادُ تاريخُكَ
منثوراً على وجوههم
وخَلَلَ أصابعِهم المتخاصمةِ والماءَ،
كم سيضنيك هذا.
صغارٌ دائخون كَخصلات شعورهم،
في المدن يصبغون أيامهم..
طفولتُهم، يكنسونها بالفراشي
فيما يستعطفونكَ..
ماذا في وسعك فعله سوى التأوّهِ
وأنت تعبرُهم؟
سيتملّقونك،
وفجأةً على طاولة بحجم عمرهم، صغيرةٍ
سترى قدميك..
سيتدافعون فيما ظلالُهم متلاكمةٌ
محاولين أن يرجّلوا عنك التعبَ..
حذاؤك، سيلمّعونه
مستشفّين فيه وجوهَهم
وقد هجرتها أمّهاتُهم.
لا
لا يبكي الصغارُ _ تاركو دَحَلهم ولُعَبهم
في القرية.
لن ينتظروا منك
بضعةَ نقودٍ تقيهم
هراواتِ آبائهم.
إنهم صغارٌ قرويون
وضحكاتِهم يتزحلقون على جليد المدينة.
(مساءً بمشقةٍ بيوتهم......
مساءً بيوتهم بمشقةٍ......
مساءً يلتمسون بيوتهم مشق....)
بيوتُهم النائيةُ
كالأرصفة المحتفيةِ كلَّ صباحٍ بطاولاتهم،
يلتمسون إليها الطريق بمشقةٍ
مساءاً.
ameer-husain@hotmail.com
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*شاعر كردي معاصر، من سوريا، له مجموعة شعرية مطبوعة ( SAR WEKE TIRSÊ ) إصدار دار الزمان بدمشق 2006 . وهذه القصيدة من مجموعته (li ÇEPÎ XuLMAŞIYÊ ). تصدر قريباً.