ترنيمة الوتر الجريح
أين تمضى من أناشيد الوتر | أيها الهارب من دنيا البشر |
مطرقا فى الليل مقطوع الوري | د ، ذبيح القلب ، منزوع العمر |
مستبدّ فيك صمت الأبد | صارخ فيك أنين المحتضر |
تخنق اللحن على مزهره | تذبح النور على رجل السحر |
قصة قد نسجت من عدم | لا أنا شئت ولا حاكت يدى |
قدر قد صنع الحب بها | فى الثوانى الأوليات السجد |
ثم أخفى فى حواشيها ريا | حا ، وجرحا نازفا ؛ لم يخمد |
أحكم القيد عليها ومضى | ورماها فى غيوب الأبد |
يالرحالين فى دنيا الهوى | قضيا العمر بكاء وجراحا |
كلما ظنا وفاء طاهرا | فى حبيب ؛ وجدا الغدر مباحا |
أخلدا للحب حين التقيا | نسيا الحرمان ؛ فضا ذا الكفاحا |
غفرا جرح الزمان الحارقا | زفرا زفرة ناج واستراحا |
كنت تبكى كلما تسمعنى | أقبس الأشعار من جمر دمى |
تمسح الوجه الحزين البائسا | تسكب الفرح على لحن فمى : |
يا حبيبى والأغانى فى دما | نا ؛ فقم وابغ خلود النغم |
يا مغنى النور والعمر لنا | إن عمرى لك والنور ظمى |
أنت علمت دمائى الحلما | بعدما عاشت سنينا فى سكون |
ثورة تطغى وتغزو الظلما | أورثت قلبى مسا من جنون |
ملكتنا ، فعبرنا الحجبا | وعلونا فوق هامات الظنون |
وانفردنا ؛ فغفونا زمنا | ونسينا العمر فى نشوى الحنين |
يالعمرى ، ضاع فى سكرتنا | يا ضياع العمر فى الوهم الكبير |
خلفتنى والأمانى راحلا | ت لها ، والحلم مجهول المصير |
تصرخ الأحزان فى أوردتى | والأغانى عاثرات فى الشعور |
أدّعى أنى نسيت الألما | والظنون السود تغلى فى الضمير |
قد نذرنا شمعة فى نارها | عبقرىّ النور ، قدسىّ السنا |
وشربنا النور حتى أننا | انصهرنا وارتفعنا فى الدنى |
ونضونا الناس عن خاطرنا | وجلسنا فوق كرسىّ المنى |
ثم جزنا كل أفلاك الفضا | فتهاوت ساجدات حولنا |
ما رأى الحب زمانا صافيا | ما رأى الفجر ضياء مثلنا |
أرهق العمر جراحا فإذا | روعة الغفران تعدو قبلنا |
سبقتنا ؛ فعدونا خلفها | وإذا النور ينادى خلفنا |
ما رأينا آدميا ودما | ه ، لحون خالدات بعدنا |
يا ابنة الشوق أنا الحب أنا | ما ترى فى عمق أعماقى الخلود |
ما سمعت اللحن يسرى فى فمى | ما لمست فى دمى سرّ الوجود |
ورأيت النور منسابا كما | يطلع الفجر على أفق مديد |
فتعالى نستشف السرّ فى | كل معنى فى الدنا معنى جديد |
يا ابنة الأشواق والحب أنا | أزلىّ الحلم ، موصول الطموح |
أنت فى الأحلام نور شأأارد | وأنا شعر ، وألحان ، وروح |
ولى الآكام دار والمدى | ولى الآباد عمر ، والجموح |
زادى النور بقلبى والسما | ء ، طريقى ، وجوادى ثمّ ريح |
دائما أطمح للآكام .. لكن لو معك
| |
لارتقيت النور من وحيك لى كى أرفعك
| |
وملكنا سرّ حبينا وحظا فزّعك
| |
وعلى أحلامى الغرّ مسحنا أدمعك
| |
ما الذى ضيع أحلام صبا | نا ، ولم يطفئ لظاها وشجاها |
ويشقّ القلب نصفين ، فنص | ف حطام وعذاب فى خطاها |
ودموع ، وأنين دائم | وحنين أبدىّ فى دماها |
والأسى نصف ضليل تائه | ضيع الحظ خطاه ؛ فطواها |