داء أهل الشرق ضعف الهمم
داء أهل الشرق ضعف الهمم | وبهذا كان موت الأمم |
يا بني الشرق ولا شرق لكم | بسوى الجد ورعي الذمم |
مالكم لا تنجلي غمتكم | أتحيون اشتداد الغمم |
فرجوها واكشفوا ظلمتها | بقوى كشافة ٍ للظلم |
خنتم العهد فبتم نوماً | ضل سعي الخائنين النوم |
يا بني الشرق أفيقوا إنما | خدعتكم كاذبات الحلم |
إن من شر البلايا نومكم | عن عدو ساهرٍ لم ينم |
يقظ العينين والرأي معاً | وهو ماضٍ كالحسام المخذم |
لا تظنوا المجد شيئاً هيناً | إنه في لهوات الضيغم |
هكذا نحن وهذي حالنا | ليس فينا غير نكسٍ محجم |
واهن العزم ضعيفٍ قلبه | غير ثبت الجأش في المزدحم |
يا بني الشرق لمجدٍ ضائعٍ | من بكى ضيعته لم يلم |
كان بالأمس منيعاً صرحه | يتسامى فوق هام الأنجم |
أصبح اليوم كربعٍ دارسٍ | طامسٍ عفته أيدي القدم |
قد شجاني وشجاه أنه | بسوى أيديكمو لم يهدم |
جددوه وامنعوا حوزته | وادفعوا عنه يد المهتضم |
وارفعوا بنيانه حتى يرى | كالذي كان أشم القمم |
إنني أخشى وبالشرق صدى ً | أن يروى من بنيه بالدم |
وأرى موت الفتى خيراً له | من حياة ٍ بين نابى أرقم |
أصبح الشرق كبيراً هرماً | لهف نفسي للكبير الهرم |
أكرموه يا بنيه إنه | ليس يرضى الشيخ إن لم يكرم |
أزجروا أنفسكم عن غيها | إن عقبى الغي طول الندم |