الليلة الأخيرة
لستِ لي في هذه الليلة إِلفَا | نبعُ إحساسي بإغرائك جَفَّا |
صُمَّ سَمعي عَن نِدَاءاتِ الهوى | بَصَرِي عن هذه الفتنة كُفَّا |
لَمْ أَعْد أَعْشَقُ عَينيك التي | كَان لي محرابها بالأمس مَرْفَا |
زمن اللهو تَولَّى فَاهْدَئِي | واسمعي الدهر الذي يَعصِف عَصْفَا |
ذلك الحب الذي أسكَرني | حَلَّ ضيفَاً ومضى عَنِيَ ضيفَا |
إن هَمِّي هَاهُنَا يُثقِلُنِي | إن بُؤسِي هاهنا يزداد عُنفَا |
يُخْلِفُ الدهرُ مواعيد الَلِّقَا | فإذا مَا أَوعَدَ الفُرْقَةَ وَفَّى |
فاستريحي الآن من عِبء الهوى | واسدلي فوق غرام الأمس ِسِجْفَا |
لا تقولي شاعر منفردٌ | أنا لولا وحدتي ما صُغتُ حَرفَا |
لا تلومي الشعر في إيلامنا | إنما الدنيا بغير الشعر منفى |
لَم تَعُد غَير رؤى الشعر التي | تزرع الآمال إشفاقاً وعَطفَا |
فَاهْجُرِينِي أو هَبِينِي يُوسُفَا | هَمَّ أن يفعل شيئا ثُم عَفَّا |