الرئيسية » » غربة | جمال مرسي

غربة | جمال مرسي

Written By Unknown on الاثنين، 22 يوليو 2013 | يوليو 22, 2013

غربة


يا ربُّ هل من عوْدةٍ ورجوعِ بعد الشتاتِ و غربتي و دموعي
باتت طيورُ الروضِ في وُكُناتِها و طيورُ وجدي لم تَعُدْ لربُوعي
فتأجَّجَت شمسُ الهجيرِ بمُهْجَتي وتَضَرَّمَتْ نارُ الأسى بضلوعي
أمشي على شَوْكِ القتادِ ، تقودني قدماىَ صوْبَ الأحمرِ الممنوعِ
أجتازُ حَدَّ الإنهزامِ ، وأعتلي موجَ التحدِّي ، سابحاً بقلوعي
أطوي دياجي حيْرتي و تغَرُّبي وأُضيئُ رغم الإنكسارِ شموعي
لأُطِلَّ بالأملِ الذي يحيا هُنا مُتَلألئاً بفؤاديَ الموجوعِ
إطلالةَ الملهوفِ شوقاً للثرى في موطني بين الجوى ونزوعي
و صبابتي للنيلِ يروي خافقي حُبّاً ، و رفضي ذِلّتي وخضوعي
وطني الذي خبَّأتُ بينَ جوانحي و عشقتُهُ في يقظتي و هجوعي
و جهرتُ بالحبِّ الذي أسمو بِهِ فشَهَرْتُهُ كالبيْرَقِ المرفوعِ
وطني الذي في مُقلَتَيْكِ رأيتُهُ كالطيرِ يلثُمُ صَفحَةَ الينبوعِ
و رأيتُهُ في وجنتيْكِ ، فَخِلْتُهُ وردا يتيهُ بسهلِكِ المزروعِ
و رأيتُهُ فوقَ الجبينِ مُزَيِّناً تاجَ العلاءِ بروعةٍ و نصُوعِ
حطَّمتُ كُلَّ سلاسلي و تَغَرُّبِي و حَزَمْتُ أمتعتي ، رَبَطْتُ نُسوعي
و عَبَرْتُ خطَّ الإرتياحِ ، ولهفتي تجتاحُ مابي من صدىً أو جوعِ
و مَشَيْتُ في كلِّ الدروبِ ، حَسِبْتُني كالفاتحِ المغوارِ يومَ رجوعِ
و ظننتُ أنِّي بعدَ ( عشرٍ ) أُرتَجى فَوَجَدْتُني كالقائدِ المخلوعِ
والكُلُّ يلوي رأسَهُ إن أبْصَرَتْ عيناهُ وجهَ العاشِقِ المخدوعِ
هيَّأْتُ نفسي للرجوعِ مُهَلْهَلاً و دَفَنْتُ طَيَّ حقائبي مشروعي
و عزمتُ أن أبقى هناكَ بغُربتي ما بين أشعاري و بين دموعي

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads