الرئيسية » » أدَّيتُ أدواراً في أصغر المسارح | تشالز سونيك | ترجمة أحمد م محمد

أدَّيتُ أدواراً في أصغر المسارح | تشالز سونيك | ترجمة أحمد م محمد

Written By هشام الصباحي on الخميس، 6 يونيو 2013 | يونيو 06, 2013

أدَّيتُ أدواراً
في أصغر المسارح


شكائمُ من حصىً جهنَّمِيٍّ
على عتبة النافذةِ
تُطَوِّقُ كِسرةً مَنْسيَّةً
من خبزٍ أبيضَ.








الحجَرُ هو مرآةٌ تعملُ بِرَداءَةٍ.
لاشيء فيها إلا العماء. عماؤكَ أو عماؤه، أيهما نقول؟ في الصمتِ يلوحُ قلبُك كجدجدٍ أسود.












دفعوا بكرسيّ الشقراء الشاحبة التي تحسبُ نفسَها في عداد الأموات باتجاه السُّورِ الشائك لمشفى المجانين. ربما كان اسمها إيمي أو آن، غير أنها لاتستجيب لأيٍّ منهما. أبقتْ عينيها مطبقتين بإحكام. كانت قد دُفِعتْ بكرسيِّها ذي العجلات منْ قِبَلِ ممرّضة في زيِّها الأبيض.
بعض ذلك حكاه لي فتىً مصابٌ بالرّعاشِ، أصرَّ أنها لاتزال تمطر منذ سنوات، حتى داخلَ البيوت. "حقّاً يتساقطُ المطرُ بغزارة،" قال.








أيا عاشق الخيبات اللانهائية بمجموعتك العتيقة من بطاقات البريد، ها أنا ذا آتٍ! أنا آتٍ! إذ تريد أن تُرِيَني محطةَ قطارٍ وساعتَها المتوقفةَ عند الخامسة والخمس دقائق. ليس بوسعنا أن نرى ماوراء نافذةِ ناظرِ المحطّة بسبب السّخام. حتى أننا لانعرف على وجه اليقين إن كان ثمة قطار ينتظر عند الرصيف، وأقلّ من ذلك، إن كان ثمة امرأة في الأسود تدلفُ على عجلٍ عبر الباب الأماميّ. ما من بشر في المشهد، فلابدّ أنها محطة هادئة إذاً. إنها محضُ بلدةٍ صغيرةٍ عاث بها الزمن إلا من أرملةٍ ذاتِ وِشاح، هي الآن في طريقها للرحيل برفقة سِرِّها.








الذباباتُ في الدائرةِ القطبيّةِ تجيء جميعاً من لياليَّ المؤرَّقة. هذه طريقتها في الانتقال: تَقُلُّها الريحُ من جزّارٍ إلى جزّار، وتكون أذيالُ الأبقارِ مُنْشَغِلةً وقتَ الحلب.
وفي ليالي الغابات الشّمالية تُنصِتُ إلى الوعلِ، إلى الغوّاص... الصيفُ هناك وجيزٌ للغاية، فلا يكاد يتّسِعُ لها الوقتُ لِعَدِّ سيقانها.
"جريئاتٌ مثل طابعٍ بريديّ يعبر المحيط،" أعادتْ اللحنَ الرَّتيبَ وتنهّدتْ، وكان الوقتُ قد أزِفَ لِصُنْعِ كُراتِ الثلجِ، تلك الكرات الصغيرة الرّماديّة والحصى في داخلها.








التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads