الرئيسية » » إلى غريبة... | فوزى باكير

إلى غريبة... | فوزى باكير

Written By غير معرف on الخميس، 6 يونيو 2013 | يونيو 06, 2013

إلى غريبة...



هل تُدركُ امرأةٌ
مرَّت غريبةً
في طرقاتِ الليل،
أنَّ شاعرًا
رآها
تعبرُ نـهرَهُ
ثمَّ عاد إلى قلبِهِ
مُبلَّلًا بقصيدةٍ
تضجُّ فرحًا
ببحَّةِ خلخالها الفضِّيّ..؟
***

يفرُّ الشَّاعرُ
من كاتبِ التَّقريرِ
والرَّقيبْ
يفرُّ من الغامضِ أيضًا
فتظهر أنثاهُ
لتحذفَ
كلَّ امرأةٍ عبَرَتْ
في قصيدةٍ شاردة!

***

قلبي
ليس من زجاجٍ
ولم أرمِ أحدًا
بقصيدةٍ،
لكنَّ جُدرانَه
تتشقَّقُ
كلَّما أينعَتْ امرأةٌ
على بابِه...

***

يستديرُ الخلخالُ
على يُسراها
مصابًا بهوسِ الرّنينْ
فيما القلبُ
يئنُّ فوقَ أرضٍ
ما عادَتْ تدور...

***

هي تفهمُ
ما جال في عينيكَ
من رغبةٍ
لكنَّها تُلهي نفسَها
بتحريكِ السُّكَّرِ في شايِها
فيما الملحُ
يتكلَّسُ على ضفافِ قلبِكْ...

***

مَن دسَّتها
في حُلمِكَ..؟
تلك الأغنيةَ التي
أمسكَتْ بها حُنجرتُك
منذُ الصّباح،
وفرَّت الآنَ
تاركةً فمَكَ
فارغًا من الأغاني
ويجترُّ الهواءَ
كلّما تذكّرتَ امرأةً
أوْدَتْ بكَ للصّمت...

***

كيف لكَ
أن تلتقي امرأةً
جاءتْ من العراق
وأنت لا تجيدُ
تهجئةَ النَّخيل
إذ يعلو كثيرًا
في حكايتها..؟

***

نتحايلُ
كي نفرَّ من عبء الزمن:
لم ينتظر أحدُنا الآخرْ
لكنَّ الوقتَ
تأخَّر عن موعده
مُتَذرِّعًا بعطلٍ غامضٍ
أصابَ طريقَه إلينا...

***

الضَّبابُ
الذي حطَّ على الأرضِ
وأخفاها
هو ذاته 
الذي كشفَ
سرَّ امرأةٍ
اختبأتْ خلفَه
كي لا أراها
تُعرِّي
هذا البياض المالح
الذي ضَلَّلَ نافذتي
ذاتَ ماء...

***

أضأتُ لها
رغبةَ الضَّوءِ
في جسدي،
فاكتَفتْ
بإلقاءِ ظلِّها
على جدارِ الليلْ
وراحتْ بجناحيها
تخفقُ هاربةً
نحو جهةٍ مُظلِمةٍ
من الشَّهوةْ...

***

أجملُ الوقتِ
حين تزوِّرُهُ أمِّي
وتزيدُه ثلاثين دقيقةً
حتّى توقظني من حلمٍ
مرَّت فيه امرأةٌ ما
ستُغرقني فيه
ثلاثين أخرى...
***

مثل طفلٍ
سرقَ من حقيبةِ أمِّهِ
قطعةَ الحلوى
وأخفاها
في جيبِهِ خلسةً،
هي ابتَسَمَتْ لكَ
في سرِّها...

***

... وحين تعبرُ امرأةٌ
قلبَك السَّاهي
الذي تَشغَلُه امرأةٌ أخرى
لا تتركها تمرّ
دون أن تلتفتَ إليها
ولو لساعةٍ
لأنَّها
قصيدتُك الوحيدة
في ذاك اليوم
الذي لن يعود...


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads