الرئيسية » » الأبديةُ مرآةّ وشبكة عنكبوت | تشارلز سيميك | ترجمة: أحمد م. أحمد

الأبديةُ مرآةّ وشبكة عنكبوت | تشارلز سيميك | ترجمة: أحمد م. أحمد

Written By هشام الصباحي on الخميس، 6 يونيو 2013 | يونيو 06, 2013

الأبديةُ مرآةّ وشبكة عنكبوت * تشارلز سيميك



ترجمة: أحمد م. أحمد



نزهة

لا يَحْدُثُ أن أصطدمَ بامرئ من الأيام الخوالي.

إنه الصيف وأنا وحيد في المدينة.

أدخلُ المتاجرَ ، الشقق ، المكاتبَ

ولا أجدُ ثمة أثراً لما هو أليفّ.



الأشجار في الحديقة ـ أكانت كبيرة جداً على الدوام؟

أكانت الطيور مختبئة جداً ، ساكنة جداً؟

أين الحافلة التي عبرتْ في هذا الاتجاه؟

أين باعة الخضار والحلاقون ،

والمدرسة بسورها الأحمر؟

لعلّ الآنسة هاردينغ ما تزال في مكتبها ،

تتنهّد وهي تصنًّف الأوراق في ساعة متأخرة من الليل.

المعضلة أنني لا أستطيع أن أجد الشارع.

كل ما يمكنني أن أفعله أن أقوم بجولة في الجوار ،

آملاً أن ألقى أحداً يدلني على الطريق

وعلى مكان أنام فيه ، إذ ليس لديّ تذكرة عودة

إلى المكان الذي أتيتُ منه مطلعَ هذا المساء.



ذلك الشيء الصغير

إلى ليْ - يونغ ليْ



الاحتمال أن تجدَها ضئيل.

إنه يشبه أن تبادرك امرأة بالكلام

وتطلب إليك أن تساعدها في البحث عن لؤلؤة

أضاعتْها في الشارع ، هنا بالضبط.

ربما اختلقتً القصّةَ بأكملًها ،

حتى دموعها ، تقولُ في سرّك ،

وأنتَ تبحث تحت قدميك ،

مفكًّراً ، ليس في مليون سنة...

إنها واحدة من ظهيرات الصيف

التي يحتاج فيها المرء إلى مبرّر

لكي يخرج من فيءْ منعش.

في هذه الأثناء ، ماذا تراه حلَّ بها؟

ولماذا ، بعد سنوات ، ما تزالين ،

بين حين وآخر ، تجولين بعينيك على الأرض

وأنتً تهرعين إلى موعدْ ما

حيث ستصلين متأخّرة بالتأكيد؟



المصعد عاطل

لا بدّ أن الجدات وعصافيرهن الحبيسة في الأقفاص

يرتعدنَ من الخوف ،

وأنتَ تصعدُ بخطى ثقيلة ،

متوقفاً في كلّ طابق لكي تستريح.

قرد كان يعود لمغنّي أوبّرا

في لباسً رضيعْ ،

عاش هنا وقبله طبيب

كان يبيع المخدرات للزبائن الموسرين.

التي أتاحت لك أن تتحسس ثدييها

توارت في الطابق العلوي. ليس الاسم مألوفاً ،

لكن الخدوش التي تركتْها أظافرها مألوفة.

يدقّ الجرس ، لكن لا أحد يأتي ليفتح الباب.

ذاك العجوز ، بوجهه الذي رُشَّ بالأبيض ،

قبضتَّ عليه يسترق النظر عبر الباب ،

مَنْ توقع أن يرى أحداً غيرك ،

بكلّ رثاثته وهو ينزل السّلّم على عجل؟



موظف ليليّ في فندق الصراصير

أنا المفتّش السّرّيّ للأروقة الشحيحة الضوء ،

المصابيحً التّالفة وشارات الخروجً ،

الأبواب التي تحمل آثار

مراتْ عديدة من الدخول العنيف ،

أهو صوت خادمة الغرف تسوّي السرير عند منتصف الليل؟

أم حفيف الأوراق النقدية المزيفة

أثناء عدًّها في ثوب الزفاف؟

مشطّ ناعم يمرّ فوق رأس أشيب؟

الأبديةُ مرآةّ وشبكة عنكبوت ،

كتبها أحدهم بأحمر الشفاه في المصعد.

من الأفضل لي أن آخذ المفتاح العمومي وأتفقد المكان بنفسي.

من الأفضل لي أن أحضر معي أيضاً علبة ثقاب.



تذكارات الجحيم

علبُ جعة فارغةّ معلّقة بسيارة من طراز قديم.

خيمة سيرك صغيرة في مرآب.

دوريّّ يزقزق على صفًّ أشجارْ

لم تعرف الأوراق أبداً.

كانت المتاجر على الشارع الرئيسيّ قد غُطّيت بألواح الخشب ،

ما عدا ردهة محلًّ الوشم الباهرة الإضاءة.

بنات بيرسيفون في الاستعراض

بالشعر البرتقالي والياقات المسمّرة.

هل تودّ أن تعلم شيئاً عن النيران؟

رأينا طواحيناً بلون الدم المتخثًّر

نصف معتمة ، نصف مضاءة بالشمس الغاربة ،

معظم نوافذها العديدة مكسورة.

أراد السًّكًّير الذي طلب بعض الفراطة ،

أن يحكي لنا عن الوقت الذي قضاه في السجن ،

لكن بوجود قصر الشيطان في مرمى النظر ،

تركناه هناك بفمه المفتوح.



أمسيات دراماتيكية

تمثًّلُ أدوارَ أن تكون ذاتَك ،

أن تكون أحداً آخرَ ،

مخاطباً المرايا ، باثّاً شكواك

إلى سمكة ذهبية في الحوض.

مليكتك غيرترود وأوفيليا

يشخرن بعيداً في أطراف البلدة.

شبح أبيك في الحمّام

يطالع الحياة السّريّة للراهبات ،

بينما أنت تذرع المكان جيئة وذهاباً

تشدّ قبضتيك وترخيهما ،

كأنك تخطط لجريمة ،

أو على الأصحّ لصَلْبًكَ.

أو تقف ساكناً جامداً

كأن فكرة مشرقةً ، عظيمة

خطرتْ لك

وتركتْكَ ، وهلةً ، في حالة من الخرس.

في الخارج ، كما تلاحظُ ، بدأت تثلج.

تضغط جبينك المحموم

على زجاج النافذة

وترقب نُتَفَ الثلج تتساقط

واهنةً ، دفعةً واحدة

فوق صحن قوت العصفور المكسور وقبر الكلب العجوز.







التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads