الرئيسية » » لقاء بعد فرقة | وعد جرجس

لقاء بعد فرقة | وعد جرجس

Written By غير معرف on الخميس، 6 يونيو 2013 | يونيو 06, 2013



عندما استيقظ الصباح فتحت عيناها بوّابتان من الشوق الأحمر الذي عتّقته طوال الليل بخوابي عشقه ...
تسحّبت الشمس إلى عينيها بحذر , فهي تخاف أن تؤذيه أشعّتها وتؤرّق سباته الأبدي في حضنها .....
منذ زمن لم تكن فيه ولم يكن هو فيه تعانقا كوردتين نمتا في شاق واحد فاستضافته واستضافها في صالونات العشق الخرافية


حيث مثالية الجمال والرقّة تحفة من اخضرار ترتوي من مياههما الساحرة وتملأ أنفاسهما ناراً وطيب ......
مرّ زمانٌ على الورد في العدم وكان قد حان الوقت ليولد من رحم التراب والنّفَس بولادة زمن جديد ولكن لم يعلما أنهما
سيفترقان عند هذه النقطة لأن الخلق سيختار من يريد ليُخلق من روحه وليس كما يحلمان .......
أصبح الكون يختنق بالغبار وتلوّن شعره بالأسود حين استيقظ مارد الفراق بعينيه المفنجرتين المحمرّتين ونفخ على رحيقهما
فسقطت منهما دمعة مشتركة من نار وملح ....وذابت أصابعهما المشتبكة ببعضها فتحولا إلى رملٍ ذهبي
وبدأ الله يخلق من جسدهما بشراً وحمائم حتى امتلأ كون هذا الزمن الجديد بالحياة أما هما تاها في هذه الأرض
وهما يبحثان عن بعضهما ....
هي كانت تسمع دائماً صوته يناديها لكنها لم تكن تميّز مكانه فالزمن مسافته طويلة والأرض مساحتها كبيرة
وفي غفلة من إحدى الليالي عندما بدأ نور الشمس يضيء الحياة التقيا أخيراً .......
هناك عند نهر الحكمة رأته جالساً على صخرة كبيرة يعد الحصوات الموجودة في قاع النهر
ركضت إليه وعانقته وبشغف فنظر إليها وقال لها كم إنها كبيرة هذه الدنيا لم تجمعنا إلّا بعد فراق طويل جداً
أنعاتبها أم نشكرها ؟
فقالت له أنا كنت سأشكرها حتى ولو جعلتنا نلتقي في آخر نفس لها فالثانية من النظر في عينيك تكفيني حياة كاملة
ماذا تفعل ؟
أعدّ الحصى ... , ونزل إلى النهر يلتقطها حتى جمع منها بقدر كفّ يده
وأخرج إبرةً وخيط حريري وبدأ يثقب الحصوات ويُلبسها لذلك الخيط حتى أخذ شكل عقد ملوّن بأجمل الألوان فاقترب إليها وهي بتبسم لعينيه
ووضع العقد في عنقها ...
صباح من شوق و ورد لك أنت
يا من على قلبي وروحي قد مُنت
أنت الذي أشعلتني ..من أنت؟!
روحي بدونك كحمامة تشُت
نبضي بك وأنت تراك أشعرت؟
لا أرتضي إلّاك حتى وأن مُت ......
التعليقات
1 التعليقات

1 التعليقات:

  1. الأميرة وعد جرجس....أنتِ أكثر من مشروع أدبي وفكري. وفقك الله في رحاب الإبداع فهو محراب للقداسة والجمال والخير.
    الشاعر السوري اسحق قومي
    www.ishakalkomi.com

    ردحذف

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads