خُذْنِي بِحِضْنٍ يَحْتَوِيِنِي دَائِمَا
وَجْدِي أَنَا يَسْلُو ثَوَاباً رَاحِمَا
يَا آسِرَ الْقَلْبِ الْمُنَدَّى شَاقَنِي
مِنْكَ النَّسِيِمُ الْعَذْبُ يَحْنُو رَائِمَا
تِلْكَ الْمَعَانِي فِي حَنَايَا مُنْيَتِي
يَجْتَاحُهَا مَوْجٌ خِبَابٌ هَاجِمَا
عَانَقْتُ فِي الأَشْجَانِ أَشْلاءً عَسَى
أَشْبَاحُهَا تَلْقَى سَبِيِلاً عَائِمَا
إِنِّي بِبَحْرِي غَارِقٌ فِي سَكْرَتِي
لُجَّتْ مَوَازِيِنِي لَجَاجاً عَارِمَا
يَا لَيْتَنِي أَسْمُو بِحِجْرٍ يَكْتَفِي
إِنْ ضَمَّنِي مَا زَاحَ جِسْمِي نَاقِمَا
أَرْجُوكَ عَنْ كُلِّ الْبَوَاقِي فِي دَمِي
أَنْ تَسْتَعِيِدَ الْخَفْقَ قَلْباً سَالِمَا
وَارْحَمْ خُشُوعِي قَدْ أُلاقِي سَلْوَتِي
رَيَّا نَسِيِمٍ يَلْتَقِيِني بَاسِمَا
يَا طَيِّبَ الْقَطْرِ الْهَتُونِ اشْتَاقَنِي
أَنْ أَسْتَقِي فَيْضاً زُلالاً سَاجِمَا
لَوْ جَاءَنِي نُورُ الْمُنَى..طَيْفُ الْهُدَى
أَوْ كُنْتُ أَسْمُو بِالْمَعَانِي فَاهِمَا
مَا تُهْتُ فِي مُسْتَنْقَعِي مِنْ لَوْعَتِي
لَوْنِي رَمَادٌ قَدْ كَسَانِي عَاتِمَا
حَتَّى ضُلُوعِي قَدْ بَدْتْ مَلْوِيَّةً
مِنْ ضَنْكِ أَثْقَالٍ جَثَتْنِي نَادِمَا
وَيْحِي فَإِنِّي مَنْبَعُ الأَشْجَانِ فِي
قَلْبِي زَوَايَا يَحْتَوِيِهَا جَاثِمَا
مَا ذَاكَ حُسْنِي يَا إِلَهِي رَحْمَةً
عُدْ لِي بِحُبِّي كَيْ أُنَاجِي عَالِمَا
وَالإِنْسُ مِنْ حَوْلِي يَرَانِي زَهْرَةً
فِي كُلِّ فَصْلٍ يَرْتَضِيِنِي وَائِمَا
هَيَّا حَبِيِبِي هَاتِهَا أَرْوَاحَنَا
عُدْ وَاسْقِنِيِهَا شْهْدَ حُبٍّ ثَاجِمَا
أَوَّاهُ شَمْسِي لاَ تَغِيِبِي إِنَّنِي
أَخْشَى عَلَى عُمْرِي بَلاَءً قَاصِمَا
ناديْتُ طَيْفاً فِي سَمَائِي سَائِلاً
لاَ تَسْكُنِي يَوْمِي شُعَاعاً ظَالِمَا
إِنِّي أَلِفْتُ الْحُبَّ رَوْضاً خَالِداً
كَيْفَ اسْتَوَى بُوراً بِأَرْضِي وَاجِمَا ؟
ضَيَّعْتُ نَفْسِي فِي جُسُورٍ كَالْهَوَى
حَتَّى احْتَوَانِي الْهَمُّ جِسْماً سَادِمَا
لَكِنَّنِي لَنْ أَسْتَحِي مِنْ كَائِنِي
فَالرُّوحُ فِي الإِنْسَانِ تُحْيِي هَائِمَا
آلَيْتُ أَنْ أَشْكُو لِرَبِّي رُبَّمَا
يَحْنُو عَلَى جِسْمٍ يُقَاسِي جَاحِمَا
قَدْ يَحْتَوِيِنِي كَيْفَمَا يَقْتَادُنِي
تَوْبِي إِلَيْهِ يَسْتَوِيِنِي غَانِمَا
إِنِّي غَرِيِبٌ فِي دِيَارِي شَارِدٌ
لاَحَفْتُ هَمِّي جَاهْلاً بَلْ غَائِمَا
قَدْ جِئْتُ شَيْئاً مُفْتَرِيّاً فَتَّنِي
مَا خُلْتُ يَوْماً أَنْ أُحَاكِي رَاجِمَا
خُذْنِي حَبِيِبِي يَا إِلَهِي وَاسْقِنِي
نَبْعاً نَقِيّاً لاَ يَدَعْنِي آثِمَا
وَاحْضُنْ ضُلُوعِي رُبَّ كَتْفِي جَاذِعٌ
مِنْ مُسْلِمٍ مَا نَاءَ عَنِّي دَاهِمَا
سِرُّ الْبَقَايَا مِنْ جَوَى مُسْتَوْطَنِي
مَا فَارَقَتْنِي كُنْتُ ضَيْفاً وَاهِمَا
وَيْلِي إِذَا أَسْبَلْتُ فِي مَنْدُوحَتِي
لَنْ أَرْتَوِي حَتَّى أُنَاجِي حَاكِمَا
زِدْنِي حَبِيِبِي وَاهْدِنِي دَرْبَ الْمُنَى
يَا لَيْتَنِي أَحْيَا بِرَوْضِي خَاتِمَا